بعضٌ من النصائح الهامة للأهل ؛؛؛- د.عصمت حوسو – الأردن
العالم الآن – ونحن نعيش اليوم في ظلّ (الحجر الصحي) القسري في المنزل، بسبب سيء الذكر طاعون العصر المستجدّ “الكورونا”، أودّ لفت انتباه الوالدين لمدى تأثيرهما وتأثير سلوكياتهما، سواء بقصد أو بدونه، لا فرق، على تطور بعض السمات (غير الصحية) للأولاد والبنات، وتأثير ذلك على تراجع الصحة النفسية والمجتمعية لاحقًا، ومنها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
إذا كان أولادكم وبناتكم (يكذبون) بكثرة مثلاً حتى في الأمور البسيطة التي لا داعٍ للكذب فيها، فهذا مؤشر بأنّ الأهل (شديدي) المحاسبة والضغط.
وعندما تقلّ (الثقة بالنفس) لديهم، ويتّسمون بالضعف، وأحيانًا يفضّلون الانطواء والعزلة، فذلك يدلّ على عدم تشجيع الأهل لهم، واستخدام (لغة التهديد) دائمًا معهم، بالإضافة إلى الانشغال الدائم عنهم.
وإذا كانت لغتهم (ركيكة)، وقدرتهم في التعبير عن أنفسهم وعما يريدون ضعيفة، فهذا ينمّ عن (ضعف الحوار) معهم، وعدم مشاركتهم خبراتهم مهما كانت بسيطة.
أما وجود (الجُبْن) مثلاً، والخوف الدائم من الناس ومن كل شيء، فيدلّ على الحماية الزائدة من قبل الأهل.
وإذا حدثت (السرقة) أحيانًا أو تكررت، فقد يعكس ذلك الحرمان، أو ربما تعلمهم للأنانية منكم، وغياب التربية لثقافة الكرم والعطاء والتعاون.
وإذا كان فلذة أكبادكم (لا يحترم الناس)، والأكبر منهم سنًا، يؤشر ذلك لمحاولتهم “لفت النظر”، وذلك لعدم كفايتهم من حاجة الاحترام والتقدير منكم، وشعورهم بنقصان الاهتمام مقابل الحديث معهم دومًا بصوتٍ عالٍ ودون احترام.
أما اذا كان الأولاد والبنات دائمي (الغضب) فذلك دليل على عدم مديحهم وشكرهم عند حُسن صنائعهم.
وإن وُجدت صفة (البخل)، وهي الأسوأ على الإطلاق، فربما قد تعلموها منكم، بسبب عدم مشاركتهم ممتلكاتكم، خصوصًا في الأشياء الخاصة والثمينة، وحرمانهم مما يشتهون كذلك.
وإذا كانوا يتصفون بِ (التنمّر) في المدرسة أو في البيت أو مع أصدقائهم، وعنيفين مع إخوانهم ورفقائهم، فهذا يدلّ على تعاملكم معهم بالعنف اللفظي أو الجسدي أو حتى عنف الإهمال، فيمارسون “دفاع الإسقاط” لإحباطاتهم على زملائهم أو على من هم أقل منهم عمرًا أو مكانة.
وعندما تشتدّ (الغيرة) لديهم، فهذا يدلّ على إهمالكم لهم وانشغالكم عنهم بآخرين، بالإضافة إلى مشاغلكم الأخرى التي تلهيكم عنهم فتستفزّ غيرتهم بشدّة.
أما عندما (لا يلبّون طلباتكم) عندما تسألونهم تنفيذها، ربما يكون السبب لتكرارها الشديد، والاعتماد عليهم بكثرة على حساب راحتهم، خاصة صغار العمر منهم.
والمعضلة التي يعاني منها جميع الأهالي على الإطلاق مع أولادهم وبناتهم حاليًا، هي التفنّن في “كسر القوانين” وعدم احترامها والتمرّد عليها، وقد يعود السبب إلى الشدّة والتشدّد في تطبيق قوانين الأسرة دون (مرونة) كالتربية العسكرية، بالإضافة إلى ممارسة “العقاب الجماعي”، فيضيع الصالح بعروى الطالح، ويشجعهم ذلك على عدم الالتزام لاحقًا طالما أنه أو أنها قد تعرضوا للعقاب جماعيًا دون رأفة أو حتى رحمة.
وبالطبع لكل أسرة مناخ خاص بها، وديناميكية مختلفة، فلا نستطيع التعميم هنا، وقيسوا ما لم نقله هنا على منوال ما قلناه أعلاه…دمتم….
#دة_عصمت_حوسو