“مأساة” في إيطاليا وموجة إصابات جديدة في آسيا وإجراءات عزل في أميركا اللاتينية

0 165

العالم الآن – يسجل عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد الأحد ارتفاعا كبير في أوروبا وخصوصا في إيطاليا حيث يصبح الوضع “مأساويا”، بينما يبدو أن موجة جديدة من الإصابات تجتاح آسيا وتفرض أميركا اللاتينية بدورها إجراءات عزل.

“الزموا منازلكم” و”أغلقوا كل شيء”، تعليمات تعم العالم بأسره لمنع التواصل والتجمعات التي تشجع انتشار فيروس كورونا المستجد، في وجه وباء عالمي يتقدم بسرعة وخلّف حصيلة مروعة في إيطاليا.

من ووهان الصينية إلى بوليفيا، مرورا بفرنسا ونيويورك، يبقى ما يزيد عن 900 مليون شخص في الحجر المنزلي لتفادي التقاط الفيروس الذي أصاب حتى الآن أكثر من 300 ألف شخص في العالم نصفهم في أوروبا.

وقد أودى المرض بحياة أكثر من 13 ألفا شخص بينهم أكثر من 7500 في أوروبا. وتشهد إيطاليا، البلد الأكثر تأثرا بالفيروس، سيناريو كارثيا يثير مخاوف جميع الدول الأخرى،إذ يبدو أن السلطات لم تعد قادرة على السيطرة على العدوى في بعض المناطق فيما استنفدت المستشفيات إمكاناتها.

وبعدما تسبب الوباء بوفاة حوالى 800 شخص خلال 24 ساعة، أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوسيبي كونتي ليل السبت الأحد وقف “أي نشاط إنتاجي على الأراضي لا يكون ذا ضرورة قصوى”، على أن يتم الإبقاء على الخدمات العامة والقطاعات الاقتصادية الأساسية فقط.

وقبيل ذلك، قال رئيس بلدية بيرغامي ورئيس لومبارديا، المنطقة التي سجل فيها أكبر عدد من الإصابات (3095)، إن الوضع “يتحول إلى مأساة”.

في اسبانيا البلد الثاني في عدد الإصابات، ارتفعت حصيلة الوفيات 394 خلال 24 ساعة لتبلغ الحصيلة الاجمالية 1720 منذ بداية الوباء كما أعلنت وزارة الصحة الأحد. أما عدد الإصابات المؤكدة فقد ارتفع 3646 ليبلغ 28 ألفا و572 شخصا. وأعلن شفاء 2575 شخصا لكن 1785 ما زالوا في العناية المركزة.

في فرنسا حيث ارتفع عدد الوفيات بنسبة عشرين بالمئة ليبلغ 562، توفي طبيب يعمل في مستشفى بعدما أُصيب بفيروس كورونا المستجدّ، حسب ما أعلن وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران الأحد مشيراً إلى أنه “على حد علمه” أول وفاة لطبيب بالمرض في البلاد.

ولخص الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الوضع بالقول إن “الموجة وصلت” محاولا بذلك إعداد الناس على تمديد العزل وسط جدل متصاعد حول نقص الأقنعة الواقية.

وفي بريطانيا الجارة، تبدل الموقف. فقد حذر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من أن انتشار الوباء “يتسارع” في المملكة المتحدة وطلب من السكان “الأكثر ضعفا البقاء في منازلهم ثلاثة أشهر”. وقال إن “الأرقام تشكل صدمة وتتسارع”.

وأضاف أن “بضعة أسابيع — أسبوعان أو ثلاثة — تفصلنا عن إيطاليا”، مشيرا إلى أن “الإيطاليين لديهم نظاما صحيا رائعا ومع ذلك تجاوز الطلب إلى حد كبير قدرات الأطباء والممرضين”.

وفي موسكو أعلن الجيش الروسي الأحد إرسال نحو مئة من علماء الفيروسيات الروس العسكريين “من أصحاب الخبرات” إلى إيطاليا.

– موجة ثانية في آسيا –

يتقلص بسرعة عدد الدول التي لم يصلها الفيروس. فقد أعلنت رومانيا الأحد أول وفاتين بالمرض.

وبينما يخضع ثلاثون بالمئة من سكان الولايات المتحدة للحجر، تنتقل أميركا اللاتينية تدريجيا إلى الحجر المنزلي. فبعدما بات هذا الإجراء ساريا في فنزويلا منذ 17 آذار/مارس وفي الأرجنتين منذ الجمعة والسلفادور السبت، أمرت بوليفيا بالحجر المنزلي الإلزامي الأحد، على أن تليها كولومبيا اعتبارا من الثلاثاء.

والبرازيل البالغ عدد سكانها 210 ملايين نسمة، هو البلد الأكثر تفشيا للمرض في المنطقة (1128 إصابة بينها 18 وفاة). وبالرغم من أن الرئيس اليميني المتطرف جايير بولسونارو عمد إلى التقليل من خطورة الجائحة والتنديد بـ”الهستيريا” حول كوفيد-19، بادر حاكما ساو باولو وريو دي جانيرو، الولايتان الأكثر تفشيا للوباء، إلى فرض قيود على السكان.

وبعدما تخطى عدد الإصابات في آسيا 95 ألف حالة، يجري التساؤل عما إذا كانت هذه القارة تشهد موجة ثانية من انتشار الوباء. وفيما سجلت الصين تراجعا مطردا في عدد الإصابات بكوفيد-19 منذ أسبوعين، فإن دولا أخرى ترى حصيلة المرض فيها تزداد.

ففي تايلاند التي أحصت الأحد 188 إصابة جديدة، في أعلى زيادة يومية منذ بدء انتشار الوباء، ارتفعت أصوات مطالبة بفرض حجر منزلي تام على مدينة بانكوك، بؤرة الوباء البالغ عدد سكانها أكثر من عشرة ملايين نسمة.

وفي الهند، فرض حظر تجول وطني على الملايين بشكل اختباري الاحد في البلد البالغ عدد سكانه 1,3 مليار نسمة، وحيث تم إحصاء 320 إصابة، فيما يُعتقد أن الأرقام الفعلية أعلى بكثير.

ورغم هذا الوضع، ما زالت إيران تمتنع عن فرض حجر منزلي بالرغم من مدى تفشي المرض فيها مع وصول عدد الوفيات إلى حوالى 1700. ودعا الرئيس حسن روحاني السبت إلى إغلاق “المراكز التجارية التي يتجمع فيها عدد كبير من الناس”.

من جهتها، أعلنت السلطات العراقية في بيان الأحد فرض حظر للتجول في عموم محافظات البلاد التي تمتلك نظاماً صحياً متهالكاً، بعد وفاة 20 شخصاً جراء فيروس كورونا المستجد، وتواصل ارتفاع أعداد المصابين به. وكانت نصف محافظات العراق الـ18 خاضعة لحظر تجول منذ الثلاثاء الماضي، غير أن خلية الأزمة التي ترأسها وزارة الصحة قررت منع الحركة في عموم البلاد.

بيد أن فرض “التباعد الاجتماعي” يبدو مستحيلا في بعض بقاع الأرض. ففي قطاع غزة حيث ثمة كثافة سكانية عالية جدا، أعلنت وزارة الصحة تسجيل اول إصابتين بفيروس كورونا المستجد، مشيرة إلى أنه تم رصدهما على الحدود مع مصر ووضع المصابان على الفور في الحجر الصحي.

– “صلوا في بيوتكم” –

حتى السلطات الدينية انضمت إلى جهود مكافحة فيروس كورونا المستجد، فدعت من تونس إلى طهران مرورا بالقدس المؤمنين إلى الصلاة في بيوتهم، فيما أغلقت العديد من المعابد سعيا لمنع انتشار العدوى.

ومن أبرز الصور المذهلة لأزمة انتشار وباء كوفيد-19، مشهد صحن الكعبة في مسجد مكة الكبير بالسعودية وهو مقفر.

وفي الخليج أعلنت الإمارات “إغلاقا موقتا للشواطئ والحدائق والمسابح ودور السينما وصالات التدريب الرياضية”.

وكلفت الحكومة اللبنانية السبت القوى الأمنية كافة التشدّد في تنفيذ خطط صارمة لمنع الناس من الخروج من منازلهم.

وتبدي الأرياف تمنعا عن استقبال أهل المدن الأثرياء الذين قد يحملون العدوى معهم. ففي إنكلترا، طلب المكتب السياحي في منطقة كورنوول ذات عدد السكان المتدني خارج موسم الاصطياف من الزوار “تأجيل سفرهم”.

وفي سيدني الأسترالية، أُغلق شاطئ بوندي الشهير الأحد بعدما اكتظ السبت بالناس.

ونتيجة الحجر المنزلي، بات الهواء أنقى، وهو نبأ سار علما أن التلوث الجوي يتسبب بوفاة 8,8 ملايين شخص كل سنة في العالم.

وأظهرت صور التقطتها الأقمار الاصطناعية التابعة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) الشهر الماضي تراجعا كبيرا في مستوى تركيز ثاني أكسيد النيتروجين الناجم بشكل رئيسي عن المركبات ومراكز انتاج الطاقة الحرارية، في مدينة ووهان الصينية، منشأ فيروس كورونا المستجد.

والأمر ينطبق على شمال إيطاليا وكذلك في مدريد وبرشلونة، وفق الوكالة الأوروبية للبيئة.
” ا ف ب “

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد