نعم إربد مهد المكمورة وشامةٌ بخد المعمورة – صالح العجلوني – الأردن
العالم الآن – يا من تسيؤون لإربد وأهلها
وتتأففون من حظر التجول محملين إربد جريرة ذلك القرار
أقول لكم :
إن ذلك الخطأ الذي تنسبوه لإربد قد استجر عين الصواب ؛ ألا وهو حظر التجول ؛
فالسلامة تكمن في عدم الاختلاط ، ولقد قامت كل دول العالم بإطلاق حملات التوعية والتحذير حيث دعت مواطنيها للمكوث في البيوت ، وبعضها الأخر فُرضَ فيها حظر التجول للحيلولة دون تفشي الداء…انتهى
وأما إربد يا من تسيؤون لها فأنتم تعرفونها وأعلم بها فهي عرين الشمال وخط المواجهة الأول مع الصهاينة الأعداء وبيت الضيافة المشرعة أبوابه وشوارعه ومدارسه وجوامعه وكنائسه ومستشفياته للإخوة المهاجرين واللاجئين واقتسمت معهم لقمة العيش دون مَنٍ أو أذى…
وما خلا بيت من بيوتها من عبق الشهادة و البطولة والوطنية والجندية والتضحية فأول شهيدٍ على ثرى فلسطين كان من هناك وعندما تنادي الميادين يلبي الرجال من هناك وعندما يحتاج الوطن لحرَّاثين تنطلق المعاول من هناك وعندما يجوع الوطن تنتصب كل سنابل حوران …
وما يؤخذ على إربد وأهلها أنهم لم يسلبوا الوطن خيراته ولم يتخذوا من مناصبهم غزواتٍ يجردون بها الخزائن ويسلبون بها الممتلكات ويهلكون الحرث والنسل …
وأما المكمورة يا سادة فهي لغة التراب وبنت الصيف والشتاء ممهورةٌ بعرق الحصادين في لهيب حزيران وبالأكف التي جرحتها أغصان الزيتون في تشرين فيفرح الفلاح بما آتاه الله من نعمه وتكون المكمورة احتفاليته بعد ذلك التعب والنصب والعرق …
لا أحب المهاترات ولا تستهويني الخلافات و لكنه يسوؤني إذ يوزن الذهب بيمزان الحطب … (فتلك إذًا قسمة ضيزى)
وحمى الله البلاد والعباد من كل شر مراد