اتساع رقعة تدابير العزل عالميا وإسبانيا تسجل أعلى عدد وفيات بكوفيد-19

0 317

العالم الآن – اتسعت رقعة إجراءات العزل في كافة أنحاء العالم لتبقي نحو نصف سكان الأرض معزولين في منازلهم بهدف احتواء فيروس كورونا المستجد، في وقت سجلت إسبانيا أعلى عدد وفيات يومي بالفيروس الثلاثاء فيما أعلنت تعبئة عامة في الولايات المتحدة لمواجهة الوباء.

أودى الفيروس بحياة قرابة 38 ألف شخص في العالم وسط أزمة صحية تعيد توزيع مراكز القوى وتضرب الاقتصاد العالمي وتؤثر على الحياة اليومية لقرابة 3,6 مليار شخص.

وسجلت إسبانيا الثانية بعد إيطاليا من حيث عدد الوفيات في العالم، رقما قياسيا جديدا في عدد الضحايا مع 849 وفاة خلال 24 ساعة الثلاثاء، ما يبدد الآمال من احتمال أن تكون تجاوزت ذروة الأزمة التي تشل البلاد منذ أسابيع.

وفي إيطاليا الرازحة تحت وطأة الفيروس، تم تنكيس الأعلام خلال دقيقة صمت حداداً على أكثر من 11,500 شخص قضوا من جراء الفيروس، فيما لا تزال الفرق الصحية تعمل في ظروف مروعة.

ورغم ظهور مؤشرات على تباطؤ انتشار الفيروس في إيطاليا، لا يزال المئات يموتون يوميا ما دفع بالسلطات إلى تمديد إجراءات الاغلاق المشددة المفروضة في كافة أنحاء البلاد، رغم التداعيات الاقتصادية المدمرة لذلك.

في بلجيكا توفيت فتاة عمرها 12 عاما بوباء كوفيد-19، في حالة وفاة قلما تحدث لفتية تذكر بالقدرة المخيفة لهذا الفيروس.

– نحتاج لمساعدة الآن –

على الجهة المقابلة من المحيط الأطلسي كانت الولايات المتحدة تستعد لأسوأ أيامها بعد أن تجاوزت حصيلة الوفيات 3000 وفاة من 163 ألف إصابة، في أعلى عدد من الإصابات يتم تسجيله في بلد واحد.

وأثارت مشاهد لم يكن أحد يتصورها في زمن السلم — كإقامة مستشفى ميداني في حديقة سنترال بارك — خوف أهالي نيويورك القابعين في منازلهم في مدينة يخيم عليها هدوء مخيف.

ووصلت سفينة طبية عسكرية أميركية على متنها 1000 سرير إلى مانهاتن لتخفيف الضغط عن النظام الصحي المنهك.

وتشهد مراكز توزيع المواد الغذائية في المدينة قدوم عدد متزايد من الأشخاص الراغبين في الحصول على مساعدات بعد أن خسروا مداخليهم مع إغلاق العاصمة المالية العالمية.

وقالت لينا ألبا (40 عاما) التي تعيل خمسة أطفال في مركز توزيع مواد غذائية تديريه منظمة سيتي هارفست الخيرية ومقرها نيويورك “إنها المرة الأولى لي”.

وكانت تعمل في خدمة التنظيف في فندق بمانهاتن قبل أن يغلق أبوابه قبل أسبوعين.

وقالت “نحتاج للمساعدة الآن. الوضع جنوني. لا نعلم ما الذي سيحصل بعد بضعة أسابيع”.

– أوقات صعبة مقبلة –

في ولاية ماريلاند برزت مخاوف جديدة بعد أن أظهرت الفحوص أن 67 شخصا يقيمون في دار للعجزة مصابون بفيروس كورونا، فيما توفي عجوز في التسعين من العمر نهاية الأسبوع الماضي.

وانضمت ماريلاند إلى فرجينيا وواشنطن دي.سي في إصدار أوامر للسكان بالتزام منازلهم، لتشمل إجراءات العزل نحو 75 بالمئة من الأميركيين.

وسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتطمين المواطنين، مشيرا الى أن السلطات تكثّف توزيع المعدات الضرورية على غرار أجهزة التنفس ووسائل الوقاية الشخصية.

لكنه حذر كذلك من “الأوقات الصعبة المقبلة خلال الأيام الثلاثين القادمة”. وأقرّ باحتمال صدور أمر لجميع سكان البلاد بالبقاء في منازلهم.

وقال ترامب “نخاطر بكل شيء نوعا ما”، مشبها جهود احتواء كورونا المستجد بـ”الحرب”.

– “بكيت وأنا أتناول وجبة الفطور” –

يقترب عدد الوفيات المؤكدة بكوفيد-19 في العالم من 38 ألف وفاة، بحسب تعداد لجامعة جونز هوبكنز.

وتعمل أنظمة الرعاية الصحية بكامل طاقتها فيما يضطر أفراد الطواقم الطبية لاتخاذ قرارات صعبة بشأن توزيع وسائل الوقاية المحدودة وأجهزة التنفس المنقذة للأرواح.

وكتبت الممرضة الفرنسية إليز كوردييه منشورا على فيسبوك يكشف عن مدى الخوف والمعاناة اللذين تواجههما الطواقم الطبية التي تجد نفسها في الصفوف الأمامية للمعركة ضد كوفيد-19.

وقالت كوردييه “بكيت لدى استيقاظي هذا الصباح. بكيت وأنا أتناول وجبة الفطور. ذرفت الدموع وأنا أستعد” ليوم عمل جديد.

لكنها أضافت “في حجرة تبديل الملابس في المستشفى، مسحت دموعي والتقطت أنفاسي بين شهيق وزفير. يبكي الناس على أسرّة المستشفيات كذلك، ومن واجبي أن أمسح دموعهم”.

ولا يزال قادة العالم الذين أصيب عدد منهم بالمرض أو أجبروا على الخضوع للحجر الصحي، يبحثون عن وسائل للتعامل مع أزمة تتسبب بهزّات اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية.

ويتوقع أن يعقد وزراء مال ومدراء بنوك مركزية من مجموعة العشرين، جولة ثانية من المحادثات عبر الانترنت الثلاثاء لوضع خطة للتصدي للأزمة.

وتسبب الفيروس في تدهور الأسواق المالية العالمية في الأسابيع الأخيرة، فيما أدت تعهدات بتريليونات الدولارات لتحفيز الاقتصاد إلى نوع من الاستقرار.

– “كيف نعيش؟” –

ورغم الضغط الذي تعاني منه منظومة الرعاية الصحية في الولايات المتحدة، أعلن ترامب أنه سيأمر بإرسال المزيد من المعدات الطبية إلى إيطاليا وفرنسا وإسبانيا.

في تلك الأثناء سلمت دول أوروبية معدات طبية إلى إيران التي ترزح تحت الفيروس، وذلك في اطار آلية انستكس للمقايضة التجارية التي تسمح بالالتفاف على العقوبات الأميركية واستخدمت للمرة الأولى منذ إنشائها في كانون الثاني/يناير 2019.

وتخطى عدد الإصابات بالفيروس في إيران 44 ألف حالة إصابة فيما تعقّد العقوبات الأميركية جهود احتواء تفشيه.

والانعكاسات الاقتصادية مؤلمة بشكل خاص في المدن الفقيرة في إفريقيا وآسيا.

وانضمت كبرى مدن القارة الإفريقية لاغوس الاثنين إلى سلسلة المدن التي فرضت على سكانها التزام منازلهم، إذ أصدر الرئيس النيجيري محمد بخاري أمرا بفرض عزل تام مدته أسبوعين على سكانها البالغ عددهم 20 مليون نسمة. وطُبّقت الإجراءات ذاتها في العاصمة أبوجا.

ورأى الطالب عبد الرحيم (25 عاما) بينما كان يساعد شقيقته في بيع الأطعمة في أحد الأسواق أن “أسبوعين مدة طويلة جدا. لا أعرف كيف سنتعامل مع الأمر”.

كما بدأت زيمبابوي التي تعاني من نسبة فقر عالية، تطبيق عزل تام لمدة ثلاثة أسابيع.

وقالت بائعة الخضار إيرين رويسي في بلدة مباري، مشيرة الى أحفادها الأربعة، “يجب إطعامهم، لكن لا يوجد شيء للأكل”. وأضافت “كيف يتوقعون منا أن نعيش؟”.
” ا ف ب “

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد