الموت في الأرض المقدسة .. كورونا يغير طقوس الدفن عند اليهود والمسلمين

0 193

العالم الآن – دفع ارتفاع عدد الوفيات جراء أزمة كورونا اليهود والمسلمين إلى تغيير طقوس الدفن والحداد في الأرض المقدسة.

عاملون لدى منظمة شيفرا كاديشا وهي الجماعة الرئيسية التي تشرف على دفن اليهود في إسرائيل يرتدون ملابس واقية لدفن أشخاص توفوا بسبب فيروس كورونا المستجد يوم 31 مارس آذار 2020. تصوير: عمير كوهين – رويترز.
ففي إسرائيل عادة ما يوارى المتوفى من اليهود الثرى في ثوب فضفاض وكفن دون نعش. أما الآن فيتم نقل جثث ضحايا كورونا لكي يقوم بتغسيلها أفراد يرتدون ملابس وقاية كاملة ويتم لفها بغطاء بلاستيكي محكم.

وقبل الدفن تُلف الجثث بالبلاستيك مرة أخرى.

وقال ياكوف كيرتس الذي يعمل لدى منظمة شيفرا كاديشا وهي الجماعة الرئيسية التي تشرف على دفن اليهود في إسرائيل ”المشاعر متباينة جدا … لا ندري ماذا نتوقع. ولا نعرف كم عدد الموتى الذين سنتولاهم. المخاوف كثيرة“.

وقال الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية إن فتاوى جديدة صدرت للتعامل مع المتوفين من مرضى كورونا عند الدفن.

وأضاف أن هذا الأمر فرضته الضرورة ”والضرورات تبيح المحظورات“ ومن ثم لا يتم تغسيل الميت أو لفه بالكفن ويدفن في كيس بلاستيكي.

وأعلنت إسرائيل عن 29 حالة وفاة بالكورونا حتى الآن أما الفلسطينيون فأعلنوا عن حالة وفاة واحدة.

وقد تغيرت الجنازات وطقوس الحداد للجميع منذ فرضت السلطات الإسرائيلية والفلسطينية تعليمات لملازمة البيوت وقيدت أعداد المشاركين في التجمعات العامة لمحاولة وقف انتشار العدوى.

ويمكن حضور عدد لا يتجاوز 20 فردا الجنازات في إسرائيل على أن تقام الجنازة في منطقة مفتوحة فقط. وتقضي قواعد التباعد الاجتماعي بعدم معانقة أسرة المتوفي.

وأثر ذلك على تقليد شيفا اليهودي الذي يبدأ بعد الجنازة لمدة سبعة أيام يزور فيها الناس أسرة المتوفي لتقديم التعازي وإحضار الطعام وتبادل الذكريات عن الراحل.

وفي غزة والضفة الغربية المحتلة تتلقى أسر الموتى التعازي عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

فقد فقد إيهاب نصر الدين شقيقه الذي توفي بالسرطان الأسبوع الماضي. ونُقل جثمانه من المستشفى إلى المقابر ولم تستطع الأسرة الصلاة عليه بالمسجد الأقصى كما كانت تخطط.

وقال نصر الدين ”غالب الله يرحمه توفى 3/23 لأنه كان عنده سرطان وصار عنده مضاعفات وبعدين توفى“.

وأضاف ”أخذناه على المقبرة في باب الأسباط. ما صلينا عليه في الأقصى لأنه الأقصى مغلق. صلينا في نفس التربة. كان حوالي عشرة أو خمسة عشر شخص. أولاده وأخوته والأقارب المقربين ودفناه“.

وتابع ”بعد الدفن اتقبلنا التعازي في نفس التربة طبعا. وصينا الكل بدون سلام بدون عناق بدون تبويس. الوضع ما كان كثير مريح بس الحمد لله مشيت الأمور“.

وقال نصر الدين ”احنا نزلنا على الفيسبوك على جميع وسائل التواصل الاجتماعي إنه بالنسبة لوفاة أخوي غالب متأسفين إنه مش رح نقدر نفتح بيت اجر أو بيت عزا علشان الأوضاع وبدناش نضر اللي جاي يعزينا أو يضرنا.

”يمكن واحد من المعزين يكون حامل الفيروس وينقله لكل المعزين. احنا اختصرنا الموضوع وكتبنا على الفيسبوك ما رح نفتح عزا واللي بقدر ييجي ييجي على التربة. في إلنا أولاد عم إلنا اعتذروا ما اجو“ (لم يحضروا).
” رويترز”

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد