.وصرتُ أُماً يا أُمي – رانيا أبو عليان – الأردن
العالم الآن – …وصرتُ أُماً يا أُمي…وعرفت كيف تكون القسوة محبةً..والتعنيفُ خوفاً وحرصاً..صرتُ أماً يا أمي..وتعب كاهلي من عددٍ ممن ينادونني أمي لا يساوي نصفَ ما أنجبتِ ورعيتِ بصمتٍ دونَ أن تشتكي يوماً…صرتُ أماً وعرفت ما كنتِ تقولين دائماً(لا تتمنى الام أن ترى من أحدٍ أفضل منها غير أبنائها)…وكيف تضع الام اللقمة في فم صغيرها فتستلذ بها كأنها في جوفها…كبرتُ يا أمي وصرتُ أماً ووجدتُ الاجابات عن كل التساؤلات..كبرت ولكنني لازلت أمام حضنك صغيرة…لا زلتُ احتاجك ..لا زالت لا تشفيني سوى لمساتك الحانية…ولا زلتُ أحتاجُ لمشورتك عندما انوي شراء ملابسي أو ارتب أثاثي…أو حتى أعامل اطفالي…لا زلت أحتاج لمشورتك عندما أطبخ كل يوم…لتعطيني تلك العيارات الدقيقه للملحِ والتوابل….لازلتِ معي بكل التفاصيل..تحفظينها وتسألينني عنها دائما..وتؤنبيني على أي تقصير بدر مني..وأنا أبادرك بالاعتذار..والوعد بعدم التكرار…واليوم وقفتُ ها هنا فقط لأخبركِ أنني مهما كبرت سأبقى طفلتلك الصغيره وأنتِ امي وكل عالمي…و أنني مهما ذهبت سيبقى حضنك أجمل جنة…ويديك أيةُ الرحمة…ووجودك هو معنى النعمة…أحبك أمي.
#رانيا_أبوعليان