وفيات كوفيد-19 تقترب من مئة ألف والاحتفال بالفصح في ظل العزل

0 200

العالم الآن – يستعد الجمعة مئات ملايين المسيحيين في العالم لإحياء عيد الفصح، في حدث غير مسبوق إذ إنّه يحلّ فيما العالم غارق بإجراءات العزل بسبب تفشي وباء كوفيد-19 الذي يقترب من تخطي حصيلة المئة ألف وفاة.

وكانت ساحة القديس بطرس خالية في الفاتيكان، فيما سيتابع المؤمنون قداس البابا فرنسيس، المنعزل بدوره، عبر الشاشات.

وفي القدس، وللمرة الأولى منذ نحو مئة عام، لن تستقبل كنيسة القيامة التي اغلقت أبوابها بسبب الفيروس المسيحيين المحتفلين بالعيد.

وفي البوسنة، خلا مزار مديوغوريه بعدما اعتاد أن يكتظ بالزوار في مثل هذا الأسبوع.

ومن المتوقع ان تتخطى حصيلة الوفيات في العالم عتبة المئة ألف بين الجمعة والسبت، بعد ثلاثة أشهر على إعلان الوفاة الأولى في ووهان الصينية حيث ظهر الفيروس.

وفي المملكة المتحدة حيث سجّلت 881 وفاة في 24 ساعة، تمكن رئيس الوزراء بوريس جونسون المصاب بالفيروس والذي أدخل المستشفى الأحد، من مغادرة العناية المركزة. ولكن والده قال “عليه أن يرتاح”.

– “قديسو” الحياة اليومية –

غير أنّ خضوع نحو نصف البشرية للعزل يؤتي ثماره على ما يبدو، ما يحيي الأمل بتباطؤ معدّل الوفيات وتخفيف الضغوط عن الأنظمة الصحية.

وفيما تعدّ إسبانيا ثالث دولة متضررة من تفشي الوباء، أعلنت الجمعة سلطاتها أنها أحصت 605 وفيات في 24 ساعة، وهي أدنى حصيلة تسجل في البلاد منذ 24 آذار/مارس.

بدوره، وجه البابا فرنسيس تحية إلى “القديسين في حياتنا اليومية، وهم الاطباء والمتطوعون ورجال الدين والكهنة والعاملون الذين يؤدون مهامهم لكي يستمر هذا المجتمع”.

وبرغم فتح أبواب القروض في الدول الغنية، فإنّ تداعيات الأزمة تبدو كارثية على الاقتصاد العالمي، وخصوصاً في الدول الفقيرة.

وحذرت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا من أن الوباء سيخلف “أسوأ العواقب الاقتصادية منذ الكساد الكبير” في 1929.

وتبحث الأسرة الدولية عن حلول اقتصادية ودبلوماسية في مواجهة هذا المشهد، وسط إخفاقات في تخطي الانقسامات.

وفي أوروبا، توصل وزراء مالية الاتحاد الأوروبي لاتفاق سريع يشمل 500 مليار يورو متوفرة فوراً وصندوق إنعاش مستقبلي. ورحبت باريس بـ”اتفاق ممتاز” وبرلين بـ”يوم مهم للتضامن الأوروبي”، في حين أشادت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد بـ”اتفاق مبتكر”.

ولكنهم لم يحسموا الموقف بشأن فكرة تشارك الديون المثيرة للجدل التي طرحت باسم “كورونا بوند” أو سندات كورونا مخصصة لدعم الاقتصاد على المدى الطويل، وتنقسم بشأنها دول الشمال والجنوب في الاتحاد الأوروبي.

ودعا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إلى عقد قمة أوروبية في 23 نيسان/أبريل من “أجل إرساء أسس انتعاش اقتصادي قوي”.

– أزمة غذائية –

وفي الولايات المتحدة، أعلن البنك المركزي قروضاً جديدة بقيمة 2300 مليار دولار لدعم الاقتصاد. كما قررت فرنسا الخميس مضاعفة قيمة خطة الطوارئ إلى 100 مليار يورو.

من جهتها تسعى الدول الرئيسية المنتجة للنفط الجمعة إلى التوصل لاتفاق خفض الإنتاج من أجل دعم أسعار الذهب الأسود التي انهارت منذ بدء تفشي الوباء، بعدما توصلت لـ”اتفاق أولي” يقضي بخفض الإنتاج بعشرة ملايين برميل في اليوم.

ولا تملك الدول الأخرى في العالم الوسائل الأميركية والأوروبية لدعم اقتصاداتها، فيما أعرب البنك الدولي عن خشيته من تسجيل “أزمة غذائية” في إفريقيا.

وفي لاغوس، الرئة الاقتصادية لنيجيريا، الدولة ذات العدد الأكبر من السكان في إفريقيا، تتردد عبارة “نحن جياع”.

وفي غانا، قررت السلطات تمديد عزل أكبر مدينتين في البلاد لأسبوع، وهما العاصمة اكرا وكوماسي.

في المقابل، تتواصل الحياة في بوروندي بشكل طبيعي، وتبقى الحانات والكنائس مفتوحة. وقال الجنرال إيفاريست نداييشيمي الرجل القوي في الحزب الحاكم في البلاد “لا تخافوا. الله يحب بوروندي وإذا كان هناك مصابون فيها، ذلك لأن الله يظهر قوته في بوروندي”.

وفي الهند، يكابد الأكثر فقراً من أجل البقاء. وروت راجني ديفي أم في إحدى ضواحي نيودلهي “الليلة الماضية، أكلنا خبزاً مع ملح ممزوج بزيت الخردل”.

وفي مخيمات اللجوء في اليونان، فرض الحجر الصحي على مخيم لغجر الروم لأسبوعين، وهو يقع في وسط البلاد على بعد نحو 350 كلم شمال اثينا. وذلك بعدما سجّلت إصابات بين قاطنيه.

وفي جمهورية شمال مقدونيا، وضع زعيما أبرز حزبين سياسيين في الحجر بعدما أجريا مقابلتين مع صحافي تبين أنه مصاب بالفيروس.

– “نضال جيل” –

وفي هذه المرحلة التي يشوبها التوتر، لم تسفر الجلسة الأولى لمجلس الأمن الدولي المخصصة لكوفيد-19، والتي انعقدت ليل الخميس إلى الجمعة عبر الفيديو، عن شيء يذكر.

فاكتفى الأعضاء ال15 بتقديم “الدعم” للأمين العام انطونيو غوتيريش ولكن من دون تبني إجراءات قوية كان يأملها الأخير الذي وصف مكافحة الوباء بأنّه “نضال جيل”.

والخشية كبيرة خاصة إزاء الأوضاع في مناطق النزاع حيث تبدو خيالية إمكانية إيصال المساعدات الإنسانية.

وفي السياق، سجل اليمن الذي يشهد أسوأ ازمة انسانية في العالم، الجمعة أول إصابة بفيروس كورونا المستجد، بينما لم تصمد الهدنة من طرف واحد التي أعلنها التحالف بقيادة السعودية.

ومع أكثر من 18,200 وفاة، تسجل إيطاليا أكبر عدد وفيات في العالم بالفيروس. وتحتل الولايات المتحدة المرتبة الثانية بعدد الوفيات مع 16,686 وفاة، تليها إسبانيا مع أكثر من 15,843 وفاة وفرنسا مع أكثر من 12,210 ألفاً، وبريطانيا مع 7,978 وفاة.

وكما هي الحال في ولاية نيويورك، بؤرة الوباء في الولايات المتحدة، تشهد اسبانيا وايطاليا وفرنسا نزعة نحو تراجع الضغط على المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية.

برغم ذلك، تدعو السلطات الصحية في كافة أنحاء العالم إلى عدم التراخي في الإجراءات.

” ا ف ب “

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد