نظرية الدومينو في الحرب الليبية – حسن الوافي – ليبيا
العالم الآن – نظرية الدومينو هي نظرية سياسية ظهرت خلال الحرب الباردة وتحديداً في الحرب الفيتنامية، تقوم هذه النظرية على مبدأ أنه إذا تشابهت الدول في نظام الحكم، فإن أي تغيير في نظام إحدى الدول سيؤدي إلى تغييرات متتالية في بقية الأنظمة.
قال الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور: “انظر لأحجار الدومينو واطرق واحداً منها، وانظر ماذا سيحدث لآخر حجر دومينو بالتأكيد سيسقط بسرعة أكبر”.
تحت تأثير (نظرية الدومينو) واصلت الولايات المتحدة الأمريكية التدخل في الحرب الفيتنامية في عهد جون كنيدي في ستينيات القرن الماضي، (على اعتبار أن سقوط فيتنام الجنوبية سيؤدي إلى سقوط دولاً أخرى في الشيوعية)، وبعد اغتيال جون كينيدي، استخدم الرئيس الأمريكي ليندون جونسون نظرية الدومينو لتبرير تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في فيتنام من بضعة آلاف من الجنود لأكثر من نصف مليون جندي على مدى السنوات الخمس اللاحقة.
إن ما حدث في الدول العربية عام 2011 يمثل بشكل مثالي تاثير الدومينو، وما حاولت بعض الأنظمة العربية التقليدية فعله هو تطبيق سياسة #الاحتواء لإيقاف هذا التأثير من الوصول إلى دولها. تشهد ليبيا اليوم أعنف المواجهات في محاولة عقيمة لإعادة عقارب الساعة إلى ما قبل عام 2011. لذلك نرى أن تورط تحالف الأنظمة العشائرية والعسكرية يزداد يوم بعد يوم في ضخ المزيد من الأسلحة والتمويل والمقاتلين في الحرب الليبية العبثية.
المشكلة أن التاريخ يعلمنا أن المحاولة القديمة لإيقاف تأثير الدومينو ورط الولايات المتحدة في مستنقع الحرب الفيتنامية لأكثر من 20 عام ومقتل ما لا يقل عن 2 مليون إنسان، ولم تحقق أي مكاسب سياسية.. وسقطت فيتنام الجنوبية في أيدي #الثوار الفيتكونج.
* يقول ماركس: “التاريخ يعيد نفسه في المرة الأولى كمأساة وفي الثانية كمهزلة”.