هل نحن امام مارشال جديد؟ بقلم فتحي احمد
العالم الآن – ركود اقتصادي في أزمة اقتصادية بمعنى أدق فلول مؤقت للصناعة بأنواعها أو انخفاض في المؤشر الاقتصادي لخمسة أشياء منها العمالة ومبيعات التجزئة والتصنيع والعمالة من آثار الركود الاقتصادي وهذا بإجماع الخبراء في العالم، مما أدى لتفاقم البطالة بشكل كبير وتحميل الحكومات عبئاً لا طاقة لهم به، ولقد مرّ العالم بتجاربٍ كثيرة وهو موضوع هذه المقالة
هنالك العديد من أزمات الركود الاقتصادي على مرّ الحقب والعصور ومن هذه الأزمات وأشهرها أزمة الكساد الكبير سنة 1929 والتي عانى العالم برمته من تداعيات هذه الأزمة والتي استمرت عشر سنوات وأثرت بشكل سلبي على أمريكيا وانتشرت على إثرها البطالة وتغيرت التركيبة الصناعية وهذا الأمر يعود إلى انهيار شركات الأسهم ورفع الفائدة، واليوم نحن أمام حرب بغض النظر عن تفاصيلها ومن يقف خلفها فهي حرب بكل ما تعني الكلمة من معنى والتي طالت الحجر والإنسان والنباتات وتعطلت عجلة الحياة الاقتصادية مما ينذر بكسادٍ قد يكون شبيه بالكساد الكبير وهذا يعني أن العجلة الاقتصادية قد توقفت في دول العالم الصناعي ولاح في الأفق، وهناك ازدياد ملحوظ في نسب البطالة حول العالم في أمريكيا مثلاً يحاول ترامب المكابرة بعض الشيء ويقنع الشعب الأمريكي بأن العجلة الاقتصادية تباطأت بعض الشيء ولكن في الأيام القادمة ستعود كما كانت مع الأخذ بالاحتياطات الوقائية الصادرة من العاملين في الحقل الصحي الأمريكي، ويعتبر هذا إخفاق في اتخاذ القرار المناسب لمدينة نيويورك، وأكبر دليل على انتشار الفيروس كما النار في الهشيم عدد الحلات في أمريكا والتي كانت في تصارع، وكان الوعي البشري هناك سبباً في تراجع حدة الانتشار قليلاً، والقضاء على الوباء ليس بالأمر السهل ولا يستطيع أحد أن يبدده بكبسة زر والتي تبقى الوقاية هي سيدة الموقف في ظل انتشار الكورونا بمعنى الدول التي تحاول أن تحصر الوباء مع البقاء في استمرارية الحياة قبل الكورونا هو ضربٌ من الجنون واللاوعي السياسي والإداري معاً، وطبعاً هنالك من يقول أن وهان الصينية نموذجاً، صحيح لكن بُعيد انتشار المرض فيها والتي كان فيها إجراءات صارمة اتخذتها الحكومة الصينية وعزلت المدينة عن محيطها الجغرافي تماماً فضلاً عن الإمكانيات اللوجستية وغيرها التي كان لها اليد الطولي في حصار الفيروس الحياة في الصين، اليوم كما كانت هنالك تحدي كبير من قبل صناع القرار السياسي والشعب على حد سواء وهو المضي قدماً نحو الصين قوية مع البقاء على التدابير التي فرضت عليهم درءاً للمرض في ألمانيا أيضاً العجلة الاقتصادية تسير على قدم وساق تعطيل العجلة في العقل الجمعي الألماني، ويعني أن الشعب الألماني سيعود إلى حقبة الحرب العالمية الثانية وهذا مرفوض قطعياً نحن أمام مشهد في ألمانيا وهو شعب مثابر عنيد مثابر خلافاً لشعوب اوروبا الجنوبية، وتلك البلدان التي تصرف كثيراً وتنفق على رغد العيش بمعنى قرشك الأبيض ليومك الأسود مما دفع بأوروبا الغربية منها ألمانيا بإلقاء اللوم على جيرانهم الجنوبيين أن الانصراف وعدم الادخار الذي ينتهجونه هو سياسة لا تصمد أمام الكوارث والحروب الكثيرة، وفي نفس السياق أين نحن العرب من إجراءات السلامة العامة وخصوصاً في ظل انتشار الوباء ونحن نتكلم عن منظومة معنا وشكلاً مفككة السؤال العريض الذي يطرح نفسه إلى متى نبقى نراوح مكاننا؟ لا شك أن الدول العربية ما هي إلى سوق لشتى السلع من أوروبا وأمريكا وغيرها أما الشق النفطي من هذه المنظومة وهو ما يعول عليه الناس يا حسرتاه على العباد النفط مقابل الغذاء والدواء حتى قيام ناقة صالح.
موجز القول أن العالم برمته يحاول قدر المستطاع محاربة الزائر الثقيل الذي طرق أبوابنا من غير استئذان والأيام القادمة هي التي سوف تفرز دولاً استطاعت أن تدير أزمتها وأخرى قد تكون في إعداد الموتى نحن أمام ظهور مارشال جديد صاحب مشروع إصلاحي جديد كما حدث لأوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.