المسلسل التلفزيوني” ام هارون”… ورقة مجانية بيد العدو الصهيوني.- رسمي محاسنة
العالم الآن – بعيدا عن الغضب ” المشروع” بعد الاعلان عن مسلسل تلفزيوني عربي على شاشة عربية، سيعرض في شهر رمضان الكريم، بعنوان” ام هارون” من بطولة الفنانة الكويتية “حياة الفهد” واخرين،وهي ايضا مشاركة في الانتاج، فانه يقفز للذهن سؤال ” لمصلحة من؟ ولماذا هذا التوقيت؟ وهل هو استكمال لثلاثية “حارة اليهود – مصر، وباب الحارة – سوريا”؟.
“ام هارون” عن يهودية عاشت في الخليج،بكل مافي هذا التعايش من اشتباكات اجتماعية في تلك الفترة، وبكل مايترتب على هذا” العيش” من تبعات “مواطنة” وحقوق،واعطاء الصهاينة هدية ثمينة، وهم الذين يبحثون عن اي مدخل مهما كان مواربا، ومشكوك فيه،وان عملا مثل” ام هاورن” سيجد فيه الصهاينة فرصة للبحث عن وثائق ملكية، وقبور، واسواق وشجرة نسب، الى غير ذلك من الفبركات، والاكاذيب التي هي منهج حياتهم، والتي استنادا لها اقاموا كيانهم الصهيوني.
في لقاء معها تقول” حياة الفهد” ان من حق الاجيال العربية الجديدة، ان تعرف كان هناك” كذا”، ترى ماهو هذا ال”كذا “؟؟؟؟ الذي يبدو انها لاتجرؤ ،او تتردد، او تخجل من التصريح باسم” اليهود”، وتزيد على ذلك، بانها لم تحدد هوية المكان، وجعلته مفتوح على التخمين، وتضيف لنا معلومة بريئة بقولها ان هؤلاء ال” كذا”، كانوا موجودين في كل الدول العربية.
وحتى لايخرج علينا احد بتبريرات لايوجد لها اي سند، بالفصل بين”اليهودية..والصهيونية”،او الانتظار حتى مشاهدة المسلسل، فان منطق الصراع العربي – الصهيوني، ومسؤولية الفنان تجاه نفسه، وتجاه فنه، وجمهوره، ووطنه، لايسمح اطلاقا لبعض المروجين، بالاختباء خلف اصبعهم، لان الشواهد كلها تقول بانه لافرق، فاليهودي الذي لايقيم في فلسطين، هو داعم ماليا ومعنويا واعلاميا للكيان الصهيوني، الا قلة قليلة ، لايعتد بها – مع التقدير لموقفهم- لانهم لايشكلون قوة ظغط حقيقية،امام لا اخلاقية البقية .
ان هذا العمل،وبدون مواربة هو اكثر خبثا من التطبيع باساليبه التقليدية، لانهم يستخدمون وسيلة سمعية بصرية، تؤثر على الجمهور، وتتسلل الى وجدان المتلقي بسهولة،وبنفس اساليب السينما الصهيونية، باستدرار العطف على اليهود، وانهم اصحاب حق،لذلك فان تقديمشخصيات يهودية في الدراما العربية، لايدافع عنه الا من غادر، او ينوي المغادرة الى الطرف الاخر، خاصة في ظل الاحباط والانقسام والتشظي،وبالتالي نزع وهج الصراع مع الصهيوني المحتل، والقبول به كشريك على حساب القضية الاكثر وضوحا في العالم، قضية لاتحتمل وجهات النظر،وان الادعاء بالتعرف على الاخر،هي دعوة للقبول بالواقع الحالي المرفوض شعبيا،وتوطئة للقبول بصفقة القرن والمشاريع الصهيونية.
اقول لصانعي هذا المسلسل، الذي تقول بطلته، انها تريد التغيير من نمطية الدراما الخليجية،ان ماتقومون به، هو مثل ماقام به ذلك الجندي، بفتح ثقب في جدار الحصن،وانكم تعرضون بلدانكم للادعاءات التوراتية الكاذبه، وتعطون اعداء بلادكم ورقة مجانية، فعندما تم احتلال العراق، كانت واحدة من اولى مهام “الموساد” الحصول على وثائق ملكية اليهود العراقيين، وحصلوا فعلا عليها من خلال بعض من هم في السلطة الان هناك.ليعودوا لاحقا يطالبون بمليارات مزعومة من حق اليهود.
ان عرض مسلسل يتواطأ مع العدو الصهيوني، على منصة لها مشاهديها، هو خطوة مجانية يقفزون بها ببلدانهم نحو مجهول لا احد يعرف نتائجة.وان العبث بالزمان والمكان ، هو محاولة بائسة، للتمويه وتمرير افكار خبيثة تحت عنوان الفانتازيا.
الرهان الان على المشاهد العربي، بمقاطعة القنوات التي ستبث هذا المسلسل، حتى يلقى نفس مصير نصوص صفقة القرن التي قذف بها الاستاذ “مرزوق الغانم”،رئيس مجلس الامة الكويتي في سلة الزبالة.لاننا امام عدو لاخيار لنا امامه الا المقاومة من جيل الى جيل، حتى تتطهر فلسطين منه تماما.