روسيا تسجل قفزة جديدة في الإصابات… وازدياد الاستياء من أداء الكرملين
العالم الآن – شهدت روسيا، أمس الخميس، قفزة جديدة في المنحى التصاعدي لتفشي وباء «كورونا»، مع تسجيل 7099 إصابة جديدة خلال يوم واحد، بزيادة واسعة عن معدلات الأيام الأخيرة التي راوحت حول ستة آلاف. وانسحب التصاعد أيضاً على عدد الوفيات، إذ تجاوزت روسيا مستوى 100 وفاة يومياً لليوم الثاني على التوالي، وسط توقعات بأن يشهد الأسبوعان المقبلان تصاعداً متواصلاً في هذه المعدلات.
وتجاوزت روسيا حاجز الـ100 ألف إصابة، لتغدو في المرتبة الثامنة عالمياً بين البلدان الأكثر تضرراً بسبب انتشار الفيروس. ووصل العدد الإجمالي للإصابات إلى 106500؛ لكن في مقابل ازدياد المخاوف بسبب وتائر الانتشار المتزايدة، برزت إشارات وصفت بأنها إيجابية، لجهة تدني معدلات الوفاة بين المصابين وعدم تجاوزها عشرة في المائة، وهي نسبة تبدو أقل سوءاً من توقعات سابقة كما قال أمس أطباء روس؛ خصوصاً عند مقارنتها بمعدلات تراوح بين 20 – 30 في المائة من الوفيات بين المصابين في بلدان أخرى. وأعلن مركز مكافحة الفيروس عن تماثل 1333 شخصاً للشفاء خلال اليوم الأخير، ليبلغ عدد المتعافين حتى الآن 11619 شخصاً.
في غضون ذلك، أقر الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، بأن عدد الإصابات المعلنة «قد يكون أقل من المعدلات الحقيقية لانتشار الفيروس في البلاد»، مشيراً إلى أن موسكو ضاعفت جهدها لتوسيع عمليات إجراء الفحوص، وبرغم ذلك لا يمكن التحقق من العدد الإجمالي للمصابين في البلاد. وكانت موسكو قد أعلنت أنها أجرت 3.3 مليون فحص لفيروس «كورونا» حتى الآن، ما يضع روسيا على رأس لائحة الدول في عدد الفحوص.
وأكدت هيئة الرقابة الروسية المعنية بحماية حقوق المستهلك في بيان، أن 164 ألف فحص طبي أجري خلال الساعات الـ24 الماضية وحدها، مشيرة إلى أن 199 ألف شخص في البلاد لا يزالون تحت الرقابة الطبية للاشتباه بإصابتهم بالفيروس التاجي. وأكد المتحدث باسم الكرملين أن روسيا تمكنت من تفادي «السيناريو الإيطالي»، أو الكارثة الإنسانية كما هي الحال في بعض الولايات الأميركية.
وقال بيسكوف إن الخطوات السريعة والمبكرة التي اتخذتها السلطات الروسية ساعدت في إبطاء تفشي الفيروس، محذّراً من أن التراخي حالياً في التدابير قد يسفر عن تدهور أسوأ للوضع. وكان الرئيس فلاديمير بوتين قد أعلن تمديد إجراءات العزل حتى 11 مايو (أيار) المقبل، وقال إن البلاد تواجه «أسبوعين شديدي التوتر».
على صعيد متصل، أفادت نتائج استطلاع أجراه أخيراً مركز «ليفادا» المستقل لدراسة الرأي العام، بتصاعد مزاج التذمر لدى الروس حيال أداء الرئيس الروسي والسلطات التنفيذية في مواجهة انتشار الفيروس. وأعرب 48 في المائة من المشاركين في الاستطلاع عن عدم رضاهم على أداء بوتين، في مقابل 40 في المائة رأوا أن الكرملين تصرف بشكل جيد وفقاً للإمكانات المتاحة. وانسحب عدم الرضا على أداء حكام الأقاليم بنسبة أعلى قليلاً. وقال نحو نصف الروس إن السلطات كان بوسعها أن تعمل بشكل أفضل لمواجهة الوباء وعدم الإضرار بملايين الروس الذين تدهورت أحوالهم المعيشية.
إلى ذلك، قال بيسكوف إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أبلغ نظيره الروسي في ذروة كارثة الفيروس التاجي في نيويورك، بمدى «صعوبة الوضع»، وزاد أن بوتين وعده بتقديم المساعدة. وأوضح المتحدث خلال مقابلة تلفزيونية، أن المحادثة الهاتفية بين الرئيسين الروسي والأميركي جرت حين اشتد وباء الفيروس في الولايات المتحدة، ولم يخفِ ترمب خطورة الوضع. وعقب ذلك أرسلت روسيا مساعدات إنسانية إلى نيويورك. وزاد بأن المساعدات الروسية المقدمة إلى بلدان أخرى تراعي عدم إلحاق الضرر بالداخل الروسي، موضحاً أنه «دائماً يتم تقديم المساعدة في نطاق المتاح، وبما لا يمس بالقدرة على تقديم المساعدات الضرورية لمواطني روسيا أنفسهم».
وقد أرسلت روسيا في نهاية مارس (آذار) طائرتي شحن خاصتين، مع معدات طبية ووسائط وقاية شخصية، إلى الولايات المتحدة. ودفعت واشنطن نصف تكلفة شحنة المساعدة الإنسانية، بينما تكفَّل بالنصف الآخر الصندوق الروسي للاستثمار المباشر، وأعرب ترمب عن شكره لموسكو، ووصف المساعدة بأنها بادرة لطيفة للغاية.
” الشرق الاوسط”