اللاّتكافل الكوروني ؛؛؛- د. عصمت حوسو – الأردن

0 222

 

العالم الآن – كنا نعتقد جميعًا أنّ الأزمات تقود إلى التكافل والتعاضد الاجتماعي بين الناس، أو هكذا تربّينا في أقلّ تقدير. ولكن ما أثبته الواقع الحالي للأسف الشديد أنّ الأزمات زادت من الخيبات، خيبة الأمل من الكثير، والاستثناء هم قلّة قليلة صنعت التكافل الإنساني بصمت، كلٌ بطريقته وبقدر استطاعته، ومن المفروض أن تكون تلك الفئة هي الأصل والأكثرية، إلاّ أنها غدت في زمن الكورونا هي الاستثناء والأقلّية، رغم أنها جائحة عالميّة، عانى منها البشر والحجر..

ومن المشاهد القبيحة التي كشفت لنا معادن الناس وأصلها، والتي وشت بِ (اللاّتكافل) وفضحته، المواقف والمحكّات التالية:

-لمّا تطلب مساعدة في هذه الأزمة ممن كنت تعتقد أنهم سند، ويبلشوا يتهربوا ويقطعوا إيدهم ويشحدوا عليها.
-لمّا المفروض تكون الأزمة وفي رمضان على وجه الخصوص شهر الرحمة وصلة الرحم وشهر الزكاة ومساعدة الناس، يصبح فرصة لقطع الرحم بحجة كورونا، والتمنّع عن العطاء بالحجة ذاتها، على الرغم أنّ ربّ العالمين أخبرنا أنه لا ينقص مال من صدقة.

-لمّا يوقفوا معك ناس ما عمرك توقّعت منهم هذا الموقف ويخذلوك ناس كانوا كل الوقت يدّعون الحبّ والشهامة.
-لمّا صاحب العقار يبلّش يطالب بالإيجار وهو عارف وشايف الضرر وقلّة الشغل.
-لمّا بعض الناس بدون مسؤولية يضيّعوا تعبنا وصبرنا وحبستنا وضررنا.
-لمّا يتعامل الناس مع مُصاب الكورونا وكأنه إرهابي ويتمّ التشهير به ومحاربته بدلاً من دعمه والدعاء له.

-لما يزيد الشرّ واللؤم والأنانية، وكل واحد اللهمّ نفسي.
-لمّا يصير البطن أهم من الوطن، وعلى حساب العقل والفكر والإنسانية.
-لمّا يزيد عدد تجّار الأزمات لاستغلال حاجة الناس وعوزهم من أجل الربح على حساب الأخلاق الإنسانية والوطنية.

-لمّا ما بنقدّر جهود “الجيش الأبيض والعسكر” الي أرواحنا وأماننا مُعلّق بجهودهم، ونهاجمهم بدلاَ من دعمهم والدعاء لهم بالقوة والصبر.

-لمّا بتصير وسائل التواصل الاجتماعي مواقع للتناحر ونشر الفضائح وتصفية الأحقاد والحسابات الشخصية.
-لما الحكومة بتزيد الفجوة بينها وبين الناس وبتشعرهم أنّ هذه الأزمة قد تمّ استغلالها وزادت الفقير فقرًا وذلاً، وزادت الغنيّ غنىً واستغلالاً.

كثيرة جدًا هي المواقف والمشاهد، لا يسعني ذكرها جميعًا هنا، ولكن بإمكاننا أن نقيس ما لم نذكره هنا على منوال ما ذكرناه أعلاه..

الجميع متضرّر، نعم صحيح، ولكن هناك ضرر يهون عن ضرر، والأقلّ ضررًا يجب أن يدعم ويقف بجانب من يفوقه في الضرر، وإن بقي الوضع على ما هو عليه، سنشهد تصاعد في الانحرافات الاجتماعية، والسرقات، والإساءة، بالإضافة إلى زيادة التوتّرات النفسية وما يصاحبها من أضرار على الفرد ومحيطه..

ارحموا من في الأرض حتى يرحمكم من في السماء، واصنعوا من هذه الأزمة رحمة، فهي طويلة ويجب علينا التعايش معها، ولا تقودونا إلى مزيد من الخيبات في زمن الأزمات وفي شهر الرحمات..

التكافل والتعاضد الاجتماعي هو ما يحتاجه الجميع اليوم والوطن كذلك…وللحديث بقية…دمتم….
#دة_عصمت_حوسو

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد