فضائح بالجملة وكورونا .. صديق السلطة الفاسدة بقلم: جويل غسطين
العالم الآن – كتبت الصحفية جويل غسطين: إجتاح العالم أجمع، لم يفرق بين فقير أو غني، مؤمن أو ملحد، رجل أو إمرأة، فتك بالجميع دون إستثناء، أطلق عليه البشر لقب “العدو غير المرئي”، انه فيروس كورونا.
لم يقف تأثير هذا الوباء عند حدود الوضعين الصحي والإجتماعي، إنما تخطاهما ليكشف لنا عورات سلطة أقل ما يقال عنها أنها فاسدة، مستهترة، لا قيمة للإنسان فيها.
في لبنان، الكورونا تشبه فتيات الليل، تستهدفها الدولة بكوادرها الحكومية والعسكرية في المساء حصراً، فتزرع الحواجز العسكرية على الطرقات في كل المناطق، من الساعة السابعة ليلاً حتى فجر اليوم الثاني، وتشرع بتسطير “ظبوطة” للمواطنين دون رحمة، وكأن اللبناني “المعتر” لا يكفيه الوضع الإقتصادي المتردي، ولا البطالة المنتشرة، ولا الفساد المستشري في ربوع المؤسسات الرسمية، لتأتي دولته وتزيد من أعبائه، بحجة حمايته من فيروس لا يفرق بين التوقيتين المسائي أو النهاري، ولا يميز بين سيارة المفرد أو سيارة المجوز.
وهذه الإجراءات تطرح علامات إستفهام مريبة، هل فعلاً الدولة اللبنانية تحافظ على صحة المواطن، أو تستخدم الكورونا لتمرير صفقات جديدة و ترويض المواطن اللبناني الثائر ضدها؟
قضايا كثيرة تدور في كواليس السلطة، هناك قضية الفيول المغشوش، التي كانت بطلتها مديرة عام النفط أورور فغالي، أو بالحري، كانت هي كبش المحرقة، وطبعاً لم يتناسى الرأي العام اللبناني هذه الصفقة التي كلفت الملايين وكبدت الدولة ديون كبيرة، إنما ضجت مواقع التواصل الإجتماعي بهذه الفضيحة، وتحركت بعض الأحزاب المعارضة لمحاسبة الوزراء المسؤولين، دون جدوى طبعاً، فحاميها حراميها، والقضاء اللبناني مسيس وغير مستقل.
تجدر الإشارة أيضاً الى موضوع تهريب الفيول المدعوم من المصرف المركزي الى سوريا الشقيقة، بغطاء من حزب لبناني، لطالما حاضر بمحاربة الفساد، لكن هل يستطيع احد أن يكافح الفساد والمعابرغير الشرعية ما دام هو الراعي لهذه التعديات
من هنا، يستطيع المواطن اللبناني أن يستنتج، أن الكورونا أتت للسلطة الفاسدة كصديق وقت الضيق، تستخدمها وقت الحاجة للتغطية على مصائبها وفسادها، لضبط الشارع وكمُ الأفواه الثائرة والمعارضة ضد جرائمها بحق وطن، تحول من وطن النجوم، لوطن التهريب والعمالة، والنفايات المنتشرة في كل مكان.