عند جارنا كورونا – بقلم صالح العجلوني

1 768

 

العالم الآن – عند جارنا قرب دارنا في حينا زارنا هذا البلاء الذي يسمونه وباء، هو محنة هو منحة هو قدر هو بلا شك ابتلاء …حط رحله في بيت قوم نبلاء فأصاب بعوارضه أحدى بناتهم -وهي ملاك من ملائكة الرحمة- ونسأل الله لها الشفاء.
أعرف الوالد وأعرف الأم وأعرف الأخ وأعرف العم وأعرف الجدين والجدتين وأعرف الخال وأعرف الجار بل ولقد حضرت عرس أبيها وأمها…
لما كل هذه المقدمة ؟؟؟ هذه المقدمة جاءت لأقول فهيا: إن المصاب بكورونا هو إنسان معلوم النسب معروف العنوان وليس رقمًا في نشرات الأخبار وليس مخلوقا قادما من الفضاء منزوع الأحاسيس ومختلف المواصفات والمقاييس، وبالتأكيد هو ليس مادةً للفكاهة او التندر والتهكم وإطلاق النكات والتحليل والشائعات هو إنسان له مشاعره وله مشاغله وقد مسه الضر؛ فهو بحاجة للوقوف إلى جانبه لسد حاجته وتهوين كربته؛ إذ هو بحاجة للدعاء والدواء والغذاء وتسيئه السخرية ويؤلمه الاستهزاء …
فلا تجعلوا المصاب يصابُ بسهام استهتاركم واستخفافكم بألمه …
وأما الشق الثاني من المشهد والذي لا يبصره كثير منا بل قد يجهله أغلب الناس؛ أن مع المصاب هناك فريق ألم يستجدي الأمل لهذا المصاب ويكابد معه أعراض البلاء وهم مصابون بالهم والضيق وانقطاع الزائر عنهم وغياب الرفيق، وهذا الفريق هم أسرته التي تعزل نفسها عن المصاب وعن المجتمع وتمارس طقوس الحجر بكل قسوتها؛ فكونوا عونًا لهم على الشفاء لهزم البلاء ومقارعة الوباء ولعله لا يخفى على أحد أن الاستشفاء بالطاقة الإيجابية باب واسع يمكن الدخول منه إلى فضاءات الأمل وذلك من خلال رفع الروح المعنوية للمصاب وللحلقات الضيقة التي تحيط به من الأهل والأحبة؛ وكما تعلمون أنّ هذا الداء ليس له دواء ولكنّ أدبيت العارفين والواثقين بربهم تقول: (لا يرد القدر إلا الدعاء) كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فحروفكم تنفذ عبر الجدران وتستقر في وجدان المصاب وأهله؛ فرحم الله من قال خيرا فأفاد وغنم ورحم الله من استشعر مصيبة أخيه فدعا له بظهر الغيب وحفظ لسانه من قول العيب، ونسأل الله الشفاء لكل المصابين .

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة
تعليق 1
  1. مناحي يقول

    جزاك الله خيرا وبارك الله فيك وفي أهل بيتك أجمعين
    وحمانا وإياكم.استاذ صالح
    اللهم ارفع البلاء وأنزل الدواء وعجل بشفاء من أصيب
    إنك على ذلك قدير وبالإجابة جدير يانعم المولى ونعم النصير.

اترك رد