بريطانيا تخصص 93 مليون جنيه لتسريع إنتاج لقاح كورونا
العالم الآن – تعتزم الحكومة البريطانية إنفاق نحو 100 مليون جنيه إسترليني (121 مليون دولار أميركي) لتسريع بناء مركز تصنيع للّقاحات قادر على إنتاج جرعاتٍ تكفي حاجة المملكة المتّحدة برمّتها في غضون ستة أشهر، وذلك بمجرّد العثور على لقاح فعّال لفيروس “كورونا”.
وأوضح ألوك شارما وزير الأعمال البريطاني، أن المركز قيد الإنشاء في الوقت الراهن في “حرم هارويل للعلوم والابتكار” في مقاطعة أوكسفوردشاير، لكن ضخ الحكومة مبلغاً إضافياً يصل إلى 93 مليون جنيه إسترليني (112.5 مليون دولار)، من شأنه أن يجعل افتتاحه ممكناً قبل موعده المقرر بـ 12 شهراً، ليصبح جاهزاً في الصيف المقبل.
مبادرة دولية لتسريع إنتاج لقاح لـ”كورونا”
وأعلن شارما أيضاً عن استثمار 38 مليون جنيه إسترليني (46 مليون دولار) في منشأة سريعة الجهوزية من أجل الاستعداد لبدء التصنيع على نطاق واسع هذا الصيف، وذلك في إطار دعم الجهود الرامية إلى توفير أي لقاح لفيروس كوفيد – 19 للناس في أقرب وقتٍ ممكن. ويرتفع بذلك إجمالي تمويل القطاعين العام والخاص لمشروع “مركز تصنيع اللقاحات وابتكارها” إلى 207 ملايين جنيه إسترليني (250 مليون دولار).
وقال وزير الأعمال البريطاني إن “المملكة المتّحدة التي تُعدّ أكبر مساهم في التحالف الدولي للعثور على لقاح لفيروس كوفيد – 19، تقود الاستجابة العالمية للجائحة… وبمجرّد اكتشاف اللقاح، يتعيّن علينا أن نكون مستعدين لتصنيع ملايين الجرعات”.
وأوضح شارما أن “مركز تصنيع اللقاحات وابتكارها” الجديد والمنشأة الموقّتة، سيعزّزان معاً القدرة على التوصّل إلى “تصنيع نهائي لمنتج دوائي ناجع”، الأمر الذي من شأنه أن يوحّد برنامج اللقاحات في المملكة المتّحدة بدءاً من اكتشاف اللقاح حتى توزيعه”.
ومن المتوقّع أن يشكّل المركز الذي يتخذ من مقاطعة أوكسفوردشير مقراً له، أول مؤسسة غير ربحية في المملكة المتّحدة للإنتاج الضخم للقاحات، ومن المفروض أن يساهم في تعزيز القدرة الوطنية لتطوير وإنتاج تطعيمات لأمراضٍ موجودة حالياً مثل فيروس الإنفلونزا.
ورأى الدكتور ماثيو دوشارز، وهو الرئيس التنفيذي لـ “مركز تصنيع اللقاحات وابتكارها” أن “إعلان وزير الأعمال البريطاني يشكّل دعماً بارزاً للمهمّة التي سيؤديها المركز، في إطار تعزيز الإمدادات المحلية المستقبلية من اللقاحات، استجابةً للجائحة”.
وأضاف أن “هذا الاستثمار الحكومي من شأنه أن يعجّل في إنهاء بناء المركز ويجعلنا قادرين على افتتاحه وإدخاله على خط الخدمة قبل سنة من موعده المقرر. وإضافةً إلى ذلك، ستُرفع القدرة الإنتاجية بشكل ملحوظ، بحيث يكون من الممكن تصنيع ما يكفي من التطعيمات لجميع سكّان المملكة المتّحدة في غضون أشهر من افتتاح المنشاة”.
أما السير مارك والبورت، الرئيس التنفيذي لمجموعة “الأبحاث والابتكار في المملكة المتّحدة” غير الحكومية، فاعتبر أن المركز سيكون بمثابة “سلاح رئيسي جديد في ترسانة المملكة المتّحدة المخصّصة لمواجهة الأمراض والتهديدات البيولوجية الأخرى، لأنه سيضمن توفر لقاحات كافية للناس في أسرع وقتٍ ممكن”.
وأوضح أن “الفرق التي تموّلها مجموعة “الأبحاث والابتكار في المملكة المتّحدة” في كلّ من جامعة أوكسفورد وجامعة إمبريال كوليدج لندن، قد طوّرت بسرعةٍ غير مسبوقة لقاحات محتملة مضادة لفيروس كورونا. ومن خلال التعاون على حشد الجهود من أجل تسريع وتيرة التصنيع للقاح مع شركاء منهم الحكومة البريطانية و”مركز تصنيع اللقاحات وابتكارها” وفريق العمل المتخصّص في اللقاحات، نستطيع حالياً أن نضمن استمرار الزخم على امتداد جميع المراحل، بدءاً من المختبر وصولاً إلى المريض”.
يُذكر أن الحكومة البريطانية تُعدّ أكبر مانح وطني لـ “التحالف من أجل الابتكارات الخاصّة بالتأهّب للوباء”، خصوصاً أنها قدمت منحة بقيمة 250 مليون جنيه إسترليني (303 ملايين دولار)، كجزء من مساهمة إجمالية قدرها 388 مليون جنيه إسترليني (470 مليون دولار) في البحوث العالمية للعثور على لقاح لفيروس كوفيد – 19. ومن المقرّر أن تستضيف الحكومة مؤتمراً دولياً في الرابع من يونيو (حزيران) المقبل لتحالف Gavi للقاحات، وهو منظّمة دولية معنية بتوفير اللقاحات لفقراء العالم.
© The Independent