معنى التقوى…….. حسن الخلق بقلم : أ. عمر كرام
العالم الآن – إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أعمالنا ومن سيئات أعمالنا من يهديه الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا…… اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ماينفعنا وزدنا علما يارب العالمين.
إن المتأمل في القران الكريم واياته الكريمات لوجد أنه ينقسم الى ثلاثة أقسام : الاول يتكلم عن العقيدة والتوحيد والثاني عن فقه العبادات والاخير يتكلم عن الأخلاق…… نعم عن الأخلاق. سنتكلم في لقاء اليوم عن القسم الاخير وهو الاخلاق وهو الدرس الأول عن هذا الموضوع . قال تعالى(وإنك لعلى خلق عظيم) وقال تعالى( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا) وقالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عندما سألت عن خلق النبي المختار قالت(كان خلقه القران)…..
قال تعالى ( ياايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد) وقال تعالى( ياايها الذين امنو اتقوا الله حق تقاته) وقوله تعالى( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم) وقوله تعالى ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر ) وقوله تعالى( وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون)….. هل التقوى أن تصلي الخمس صلوات…….هل التقوى ان تصوم رمضان…..هل التقوى أن تعتمر وتحج…..هل التقوى الزكاة……. نعم ولكن بالأخلاق.
المتأمل في ايات القران التي ذكرت فيها كلمة التقوى لوجد انها ارتبطت بالأقسام الثلاثة الاولى جميعا بالتوحيد والعبادات والاخلاق…. وسنركز في هذا الدرس على التقوى بالأخلاق الحسنة…. اي انني اتقي الله عزوجل بخلقي الحسن…… والتقوى عبادة…..اذا الاخلاق عبادة ايضا….
معنى الاخلاق، هي مفرد خُلُق وهي حال للنفس راسخة تصدر عنها الافعال من خير أو شر من غير حاجة الى فكر وروية، وبعبارة اخرى تصرفاتك اليومية هي اخلاقك الحقيقية ، فكيف تعمل أهلك وأولادك وجيرانك واصدقائك ومن لا تعرفه في السر وفي العلن هي أخلاقك الحقيقية.
علاقة الاخلاق بالعبادة..قال تعالى(قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لاشريك له) اذا كل حياتك لله رب العالمين ومعاملات وتعاملاتك من حياتك فاذا هي عبادة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له) الجامع الصحيح وعن حديث ابوهريرة رضي الله عنه- عنه أن رجلاً قال : ( يا رسول الله إن فلانة تكثر من صلاتها وصدقتها وصيامها ، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها ، قال -صلى الله عليه وسلم- : هي في النار . قالوا يا رسول الله : إن فلانة تذكر من قلة صيامها وصلاتها ، وأنها تتصدق بالأثوار من الأقط ولا تؤذي جيرانها ، قال : هي في الجنة ) رواه احمد والحاكم.. وقال عليه الصلاة والسلام في الزواج(إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) رواه الترمذي
فمن كل ما ذكر نثبت بأن الاخلاق من التقوى والعبادة، نحسن اخلاقنا بتحسين عباداتنا من صلاة وصوم وزكاة فهذا هو الاسلام أخلاق وأخلاق وأخلاق ، فالمسلمون فتحوا بلاد الشرق وادخلوا الاسلام اليها باسلامهم، ودول الغرب الان من اسباب تفوقها حسن خلق المعاملات فيما بينهم فتجد عندهم اسلام بلا مسلمين ، اما نحن بلاد المسلمين فمسلمون بلا اسلام…. نكمل في الدرس الاتي أخلاق الرسول الكريم وكيف نحسن اخلاقنا