(وين نُعرُم رُزنا) – رانيا أبو عليان
العالم الآن – ..وكانت تلك الأغنية التراثية من طقوس
أعراسنا (أعراس الفلاحين)المعروفة..حينَ كانت جدتي مريم أبوعليان رحمها الله تقف في منتصف مكان العرس ذاك…تحيطها بناتها وزوجات السابق من أبنائها بالزواج وهي ترتدي ذاك الثوب الذي طرزتهً غُرزةً غُرزة لتَخُطَّ “عِرقَ”التطريز ذاك الذي يُميِّزُ أهلَ قريتنا عن غيرها من قُرى فلسطين العامرة،..وكانت تلك الأغنيةً تقول”وين نُعرُم رُزنا ياباشا،كيد العِدا ما يهِزنا يا باشا،واللي معانا الله معاه،واللي علينا الله عليه،أبو باسم يا عِزنا يا باشا،…أبو(…)يا عزنا ياباشا”،لتمتَد أغنيتها لتذكُرَ أبناءَها واحداً.. واحداً ولا تستثني منهم أحدا،…وهي ترقصُ مزهوةً مًفاخرةً برجالها..أعلام الرجال وأشرافهم،..
لا زلتُ أذكرُ كيفَ كانت زوجةُ كلٍّ منهم تنطلق منها تلكَ”الزغرودة”عند ذِكر اسم زوجها بتلكَ الأهزوجة لتُشيرَ”ضمنياً” أنها زوجةُ ذاك العظيم الذي يُغنى بإسمه،…لا زلتُ أذكر عينَ الفخرِ تلك لجدتي”مريم”وهي تزهو بأسماءِ أبنائها وكأنها تستعرض أعظم إنجازاتها،..كيفَ لا وهي مصنع الرجال…إبنة تلك العائلة العريقة التي أحسنت تربية أبنائها فكانوا رجالاً منذ طفولتهم يُعتَدُّ بهم .
تلك الأيامُ التي كان رِجالها رجالاً،…وإناثها إناثاً،….ويبقى التساؤل في زماننا هذا…هل لا زالَ يوجد في رجالِ زماننا من يستحقُ أن يُغنى له بالأعراسِ”وين نُعرُم رُزنا”
وهل بعد من رحلوا لا يَزال “يُعرم الأرز في بلادنا”؟؟؟
#رانيا_ابوعليان