عودة الوعي.. أمة بلا نبض زائلة – فلحة بريزات

0 278

 

العالم الآن – لا شك أن عودة “صحفنا الوطنية ” لمصافحة الناس، ومشاركتهم تباشير يومهم تستحق التهنئة، وتستوجب الاحتفال، فظهور النسخ المطبوعة بعد انعطافة – قد تكون تأريخية في مسيرة الصحافة الوطنية – تمثل بالنسبة للجمهور عودة للوعي، وعودة للروح، التي تريد المعرفة، وتريد الوصول لإجابات عن أسئلة كثيرة.
وإذ يتطلع القراء إلى إطلالة جديدة لبوح الأقلام في “الدستور، والرأي، والغد والأنباط” ، يحدوهم الأمل أن تجد تحديات الشارع الصحافي حلاً حقيقياً، يحفظ للاعلام والإعلاميين مكانتهم، التي يستحقون في المجتمع، باعتبارهم رسل وعي وتنوير ومعرفة.
واليقين أن قيادات تلك الصحف مدركة لما يتوجب عمله في مرحلة العودة، وفق منهجيات العمل النوعي، الذي يصمد بالمهنية الحقة، ويصعد بالتجربة، ولا ينحدر بها، مهما كانت الأسباب، وتكاثفت التحديات، لأن حسنا الوطني وجد ليبقى. فروح الإرادة لا يمكن إيقافها، أو الإلتفاف عليها.
عمادها وأساس بقائها يعتمد على الزملاء والزميلات، الذين يعون تماما قيمة الصمت الناعم، الذي يمارسه الجانب الرسمي لجهة أن الزمن كفيل بوأد الروح الحماسية لهم، لكن ما لا يعلمه الذين ينظرون في أن تسافر هذه الصحف إلى غير عودة أن المعارك وأسبابها ومناخاتها تدار من غرف التحرير، وعبر إقلام سدنتها، وبحبر قلوبهم.
لهذا، نستغرب كيف يسقط صانع القرار من حساباته أن القادم على الأردن؛ وطننا وعروبة عظيم، وأن ذلك يقتضي بأن تكون صحافته متعافية وحرة، وأن تُمنح معينات الحياة لا دفعها للموت الرحيم. فالعدو اللئيم يوسع مساحات احتلاله كما يفرض إيقاع إعلامه.
هل علينا ندقق البصر بعد أن عميت البصيرة كي نستيقن أن أمة بلا نبض زائلة، وأن وجودها لا يموت من أجله الأشقاء، أو الأصدقاء كما لا يرتمي على أسوار منعته الحلفاء.
نهنئ “الرأي” بيوبيلها الذهبي الذي جاء في ظروف أحكمت قبضتها على مكامن الفرح وموارده العذبة، والتهنئة، لأننا أمام مناسبتين؛ عودة لرأينا وزميلاتها بعد استراحة، ويوبيلها الذهبي، الذي هو التاج الحقيقي على الرؤوس الشامخة.
ولا ينقطع الأمل والرجاء بعودة الشقيقة الخامسة “السبيل” قريبا لتنتظم ورفيقاتها في عِقد أصيل ليتزين الوطن ويفتح قلبه وذراعيه لصحافته الحرة والمهنية وسلاحه، الذي لا يخون.
التحدي اليوم أمامنا كبير، تحدٍ يدفعنا إلى خلق انعطافة حقيقية في معالجاتنا ورؤيتنا الإعلامية ونوعية أخبارنا، في تماهٍ جاد وقلق الشارع وتساؤلاته من دون أن نغفل تحدي الإدارات في مواجهة أزمات ما بعد كورونا..نريد أن نتعلم من درس الأمس فنصحوا قبل فوات الأوان.

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد