العالم الآن ….مُنذُ طفولتي المبكرةً جداً وأنا مُغرمةٌ بفاكهة الصيف “البطيخ”..فكُنتٌ ولا زلتُ من عُشاق هذه الفاكهة اللذيذة،ولا أبالغ إن قلتُ أنه يسعدني بموسمه أن أستعيض به عن وجبات الطعام والحلويات وباقي أنواع فاكهة الصيف.
..وكانت أُمي “رحمها الله” تسعَد حين تراني آكلُهُ بتلك القابلية في صغري،… ظناً منها وبإعتقادها الأمومي المُحب أنه سيزيد من وزني القليل الذي رافقني في طفولتي؛ لما يحتوي على كمياتٍ من السُكَر.
..وحين كَبُرتُ أيضاً كان أحد أعمدة الأنظمة الغذائية التي كنت أسير عليها لتحديد الوزن أحيانا،..فبإختصارٍ فإن عشقي للبطيخ جَعَلَهُ مُناسباً لي في كُلِّ الأوضاع والظروف والفترات.
…لا زلتُ أذكرُ فرحتي وأنا طفلة حين أرى تباشير بواكيره قد هلَّتْ على السوق ببضع بطيخاتٍ صغيرات الحجم،..فأًسارع لوالدي رحمه الله قائلة:”بابا بدي بطيخ”،لا زلت أذكر ضحكتَهُ حين أبادره بذاك الطلب المعتاد،كيف لا؟ وأنا عاشقة البطيخ..فكان “رحمه الله ” لا يَقطَعه من المنزل..وكانَ يُحضره طوال موسمِهِ بكمياتٍ تتعدى سعة المنزل لنضطر أن نُخزنها في الغُرف الداخلية للمكان.
….ومن طقوسِ عشقيَ لهذه الفاكهة الصيفية… أنني كُنتُ ولا زلت أتفنن بتقطيعها وشراء أدوات تشكيل شرائحها لتكون جميلةً ولذيذةً كما طعمها،..أَوَليسوا يقولون:” إنَّ العينَ تأكل قبل الفم”؟
…وكانَ من أهم طقوس تناول فاكهتي المفضلة أيضاَ أنني لا آكلها باردةً إطلاقا…فالبطيخ هو ابن الصيف الدافئ ولذته في دفئِه وقُربه من دفءِ جَوِه،..وحتى وإن قُدِمَ لي مُبَرَداً فكُنتُ أُعطيه الفرصةَ حتى يُصبح دافِئا ثم أتناوله…كم كنت أحس أن تبريد البطيخ ينتقص من لذته ويجعله يبدو غيرَ طازج و من الاطعمة المُخزنة لفترات او ما نسميها(البائتة)والتي تفقد من جودتها ولذتها الكثير.. الكثير.
…تطوَرتْ قصة عشقي “للبطيخ”حتى صرتُ أجده على رأس قائمة ضيافة كل من زرته من أقارب وأصدقاء…فكل مُحبٍ يُسارع بتقديمِهِ لي لمعرفتهم بعشقي للبطيخ.
….وحتى رفيقات الدراسة والجامعة كُنَّ احياناً يُجهزنَهُ صباحاً ويُحضرنَهُ في عُلبٍ مخصصة لنتناوله في وقتِ الوجبات رغبةً بإسعادي ،وحتى يَرَيْنَني أتناول غير تلك “القهوة المرَّة”طوال اليوم ..والتي بالعادة لا أقصد” كافتيريا الطعام” الاَّ لشرائها.
….ولا زلت أبتسم حين أسمعهم ينادون لبعضهم هنا وهناك”لا تضع البطيخ في الثلاجة،ف رانيا لا تأكله بارداً”…وفي منزل عائلتي ايضا تلك الجملة المعروفة”إقطع لرانيا بطيخها الدافئ ثم ضع الباقي في الثلاجة ليَبرد”.
…لله درك ايها “البطيخ الدافئ”ما اطيبك،وكل صيفٍ وموسم بطيخٍ وأنتم بألف خَير.
#رانيا_ابوعليان
تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.
اخر الاخبار
- مجزرة جديدة في السودان
- ° الانقسام الفلسطيني إلى أين ؟ – أسعد بني عطا – الأردن
- عقيدة الأمن والتفوق العسكري الإسرائيلي – أسعد بني عطا – الأردن
- ° الأردن وتطورات الأوضاع في سوريا – أسعد بني عطا – الأردن
- ° تبييض السجون السورية وتهديدات داعش : أسعد بني عطا – الأردن
- ° استراتيجية إسرائيل في سوريا – أسعد بني عطا – الأردن
- ° الأردن والأمن الإقليمي – أسعد بني عطا – الأردن
- ° مخاطر تطورات الأوضاع في سوريا على الاردن : أسعد بني عطا – الأردن
- الأردن والنازيون الجدد – أسعد بني عطا – الأردن
- أزمة الجيش الإسرائيلي – أسعد بني عطا – الأردن
رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة