نحو خطوة تعليمية جديدة – الإعلامية علا الناصر – الأردن

0 464

 

العالم الآن – ظهورٌ مفاجئ . قراراتٌ سريعة . تغييٌر محتم . ايقافُ عجلة الحياة . صمتٌ وهدوٌء . عاداتٌ جديدة . توقفٌ …. وبداية جديدة .
عناوينٌ سريعة يمكن أن توجزحياتنا في هذه المرحلة التي يمر بها الاردن والعالم بسبب جائحة الفيروس التاجي كوفيد-19 . فكان على الأردن ان يأخذ تلك القرارات السريعة التي ستحتم علينا تغييرات كثيرة حتى في ابسط أمور حياتنا اليومية . فتوقفت وتغيرت منهجية حياتنا وحياة ابنائنا وخصوصا في مجال التعليم . ولأن الحياة لا تتوقف ويجب أن تستمر فسعت الحكومة الأردنية جاهدة الى ايجاد منصات يعود اليها المواطن لتسيير اموره الحياتية . ومن أهم هذه المنصات كانت المنصات التعليمية والتعليم عن بعد ، او يسمى بالتعلم الالكتروني .

يمكننا ايجاز معنى التعلم الالكتروني بانه وسيلة من الوسائل التي تدعم العملية التعليمية وتحولها من طور التلقين إلى طور الإبداع والتفاعل وتنمية المهارات، حيث تستخدم أحدث الطرق في مجالات التعليم والنشر والترفيه باعتماد الحواسيب ووسائطها التخزينية وشبكاتها ، حيث يتابع المتعلم تعلّمه حسب طاقته وقدرته وسرعة تعلمه ووفقا لما لديهِ من خبرات ومهارات. حيث يعتمد التعليم الإلكتروني أساسا على الحاسوب والشبكات في نقل المعارف والمهارات. وتضم تطبيقاته التعلم عبر الوب والتعلم بالحاسوب وغرف التدريس الافتراضية والتعاون الرقمي. ويتم تقديم محتوى الدروس عبر الإنترنت والأشرطة السمعية والفيديو والأقراص المدمجة .

وقد كان لدول العالم المتطور وحتى دول العالم الثالث تجارب رائدة في مجال تطبيق أنظمة مختلفة للتعليم الالكتروني بدأت باستخدام وسائل عرض مساعدة لتوضيح بعض المفاهيم والتجارب، وانتهت بتطبيق أنظمة متطورة للتعليم عن بعد، و اذا استعرضنا معا التجربة اليابان منذ عام 1994 حيث أن .

تجربة اليابان بدأت بمشروع شبكة تلفازية تبث المواد الدراسية التعليمية بواسطة أشرطة فيديو للمدارس حسب الطلب من خلال (الكيبل) كخطوة اولى للتعليم عن بعد، وفي عام 1995 بدأ مشروع اليابان المعروف باسم “مشروع المائة مدرسة” حيث تم تجهيز المدارس بالانترنت بغرض تجريب وتطوير الانشطة الدراسية والبرمجيات التعليمية من خلال تلك الشبكة، وفي عام 1995 أعدت لجنة العمل الخاص بالسياسة التربوية في اليابان تقريراً لوزارة التربية والتعليم تقترح فيه أن تقوم الوزارة بتوفير نظام معلومات اقليمي لخدمة لتعليم مدى الحياة في كل مقاطعة يابانية، وكذلك توفير مركز للبرمجيات التعليمية اضافة الى انشاء مركز وطني للمعلومات، ووضعت اللجنة الخطط الخاصة بتدريب المعلمين واعضاء هيئات التعليم على هذه التقنية الجديدة وهذا ما دعمته ميزانية الحكومة اليابانية للسنة المالية 1996/1997 حيث أقر اعداد مركز برمجيات لمكتبات تعليمية في كل مقاطعة ودعم البحث والتطوير في مجال البرمجيات التعليمية ودعم البحث العلمي الخاص بتقنيات التعليم الجديدة وكذلك دعم كافة الانشطة المتعلقة بالتعليم عن بعد، وكذلك دعم توظيف شبكات الانترنت في المعاهد والكليات التربوية، لتبدأ بعد ذلك مرحلة جديدة من التعليم الحديث، وتعد اليابان الآن من الدول التي تطبق أساليب التعليم الالكتروني الحديث بشكل رسمي في معظم المدارس اليابانية .
فتطبيق التعليم الالكتروني يحتاج الى مراحل متدرجة ومهارات يجب على الطلاب تعلمها بمراحل مختلفة فمثلا يجب عليهم ان يكونو قادرين على إمكانية استخدام أجهزة الحاسب الآلي ومعرفة كيفية الإستفادة من العديد من التطبيقات وعناصر المناهج المختلف فنحن بحاجة الى تطوير مهارات الطلبة في مجال استعمال العديد من تقنيات التعليم واولها الأعتماد على أنفسهم في البحث عن المعلومة وليس الاكتفاء بتلقينها مثلا .

ان التعليم في الأردن يعد واحداً من أجود أنظمة التعليم في بلدان العالم.وهو يلعب دوراً محورياً في حياة وثقافة المجتمع الأردني. وقد ساهم نظام التعليم الكفء بشكل كبير في جعل الأردن دولة متقدمة وبها عدد من الباحثين في مجالات عدة في البحوث والتطوير .وقد وضعت الوزارة مناهج وطنية متقدمة للغاية، حيث تلزم وزارة التربية والتعليم الأردنية الطلبة حاليا بالإلمام بالكمبيوتر والقدرة على الاستفادة من دراستهم للكمبيوتر في دراساتهم العادية، وعلى الأخص في المناهج العلمية والرياضية . وقد شهد القطاع التعليمي اصلاحات بدأت في أوائل التسعينات. وتسارعت وتيرة هذه الإصلاحات مع تولي جلالة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الحكم في بداية عام 2001 برؤية لتحويل الأردن إلى مركز تكنولوجي إقليمي ولاعب نشط في الاقتصاد العالمي . وجاء بعد ذلك اللاهتمام بتطوير نوعية التعليم بمداخل متعددة اهمها توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم اذ اطلق مبادرة التعليم الاردنية عام 2003 وادخال الحواسيب الى المدارس وربطها على بوابة التعلم الالكتروني للوزارة وعلى شبكة الانترنت حتى اصبح الاردن مركزا لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المنطقة . فكان نتاج ذلك جيل قادر على استخدام الحاسب كوسيط تعليمي . واعداد الطلاب للتعامل بكفاءة مع عصر المعلومات وذلك باكسابهم المهارات المتصلة بالتعليم الذاتي واستخدام الحاسب وشبكات الاتصال للوصول الى مصادر المعلومات الالكترونية المحلية والدولية . وبقيت العملية التعليمية تسير باحترافية وبالتدريج المعهود الى ان جاءت الجائحة وتبدلت العملية التعليمية الصفية الى عملية تعليمية عن بعد دون مساعدة معلم او مدرب .
فكان من الطلاب الان ومن غير تحضيرمسبق ان يتم تلقي التعليم عبر المنصات التي تم تجهيزها بفترة قياسية دون دراسة وتخطيط استراتيجي مسبق مجازفة بذلك اسس تكميل العملية التعليمية بين تلقي المعلومة وبين البحث عنها ، فهناك عامل الاستيعاب او ما يطلق عليه الممارسة الاستيعابية، بمعنى أن تحفز التربية ممارسات الاستيعاب من حيث احتواء جوانب الإنجاز بأنواعها ومجموعاتها المختلفة، والاحتياجات الخاصة لذوي صعوبات التعلم ايضا. ومن الجوانب التي تهم العملية التعليمية والتركيز عليها في التعليم الالكتروني تفاعل المتعلم لا بد أن تعمل التربية على تحقيق تفاعل وتحفيز المتعلم للمشاركة في العملية التعليمية. كما ينبغي أن تنعكس هذه المشاركة وذلك التفاعل بوضوح في شكل روح مفعمة بالرغبة في التعلم والتحفيز عليه وهذا يأتي بالممارسة والتعويد بين المعلم والطالب لايجاد صيغة تفاعلية متفق عليها ، وهذا الامر يكمله اتباع أساليب ابتكارية يتضح هذا المبدأ جليا عند الوقوف على أسباب استخدام تقنيات التعلم، والتغاضي عن الأساليب التقليدية والعتيقة والتي قد تؤدي إلى تحقيق نفس النتائج. باختصار، لا بد أن يكون التعلم الإلكتروني صالحا للأغراض التي يستعمل من أجلها فهو في قالبه امرا مختلفا عن اساليب التعليم الصفية .
وهناك تساؤلات تطرح نفسها لقياس مدى نجاحة هذه العملية وماهي المؤشرات والاسس التي ستسخدم لقياس وتقييم هذه العملية الجديدة . وكيف للتربية والتعليم التعديل عليها واستعمالها كمكمل وبديل لتثري بدورها العملية التعليمية الجديدة ؟ والسؤال الاهم هل هناك رضى وظيفي ؛ والمقصود به رضى الأساتذة الذين يقومون بتدريس مقرراتهم بطريقة إلكترونية ، وهل هم على قناعة بأن تلك الوسيلة قادرة على تطبيق نفس أهداف التعليم الصفي وأن مخرجاتها وتقييمها سيكون مطابق لتقييم التدريس الصفي ؟ وما مدى توفروتناسب البنية التحتية الالكترونية عند كافة الطلاب وبكافة المناطق ؟ وبالنسبة للميزانية المستقبيلة أمن الممكن تخصيص جزءا منها لدعم التعلم الالكتروني ؟ وماذا بالنسبة الى التدريب على مهارات التدريس الإلكتروني واستخدام تقنياته المختلفة الجديدة ؟ومن جانب اخر مدى استعداد الأهل لهذه التجربة ومدى شفافية الامر وخصوصا في مرحلة التقييم لكل طالب ؟
فهناك الكثير من التساؤلات التي يمكن لهذه المرحلة طرحها والبحث عن اجابات وافية لها لتدعم تطبيق هذه الالية اذا رغبنا في التخطيط للتوجه الى العالم الرقمي الجديد . ولخلق جيل جديد وبمهارات تناسب معتطيات المستقبل القادم . فالتعليم عن بعد مدخل جديد للتعليم الرسمي النظامي يعود الى التعليم والدراسة المنزلية . فهو نسق يعتمد على التعليم الذاتي وقد يكون فعال في توفير فرص التعليم واثراء الخبرات .

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد