(ماذا لو عدنا للوراءِ خمسة عشرَ عاماً) – رانيا أبو عليان

العالم الآن – ….جلستُ هذه الليلةَ مع نفسي تلكَ الجلسة التي أُعيدُ حساباتي فيها كل فترة،…وأستعرض شريطَ حياتي فقرةً فقرة،…تلك الجلسة التي ألعنُ فيها كل مرةٍ حَجم ذاكرتي وقوَّتها الثاقبة،…تلك الذاكرة التي طالما مُدحتُ فيها وبسببها منذ أن كنتُ طفلة،..وربما كانت السبب الرئيسي في تفوقي الدراسي منذ نعومة أظفاري،..كيف لا؟ وأنا بسببِها كنت سريعة الحفظ وسريعة الاسترجاع لأي معلومة لأجُيبَ دائما على الاختبارات بأعلى العلامات والدرجات،….تلك الذاكرة باتت لعنَتي الآن فتباً لها….لا تكاد تمُرُ على أيٍّ من التفاصيل مرورَ الكرام…بل تُشبِع كلَّ دقيقةٍ ولحظةٍ وموقفٍ تأمُلاً وتفكيراً..وحَسرةً في كثيرٍ من الأحيان،…تلك الذاكرة الليلة اتفقت مع عقلي بالتفكير :…فماذا لو لم أفعل كذا ؟…ماذا لو سِرتُ بذاك الطريقِ الذي جَبُنتُ على المسيرِ فيه؟…ماذا لو رَددتُ ردي الذي حبسته في قلبي ليقتلني خوفا من أن اجرحَ مشاعر من لم يكترث بما سَبَبَ لي من أذى.؟….ماذا لو استطعتُ عندَ تلكَ اللحظة إمساك دموعي التي طالما كانت أكبر أعدائي لأنها تكشف ما أحاول جاهدةَ إخفائه عن البشرية جمعاء؟…ماذا لو قسَوتُ هناكَ ولم ألتفت لأنَّات من لم يستحق وقوفي كل ذلك الوقت لأجله؟،…ماذا لو لم أزرع المعروف الذي كان في غير أهله أياماً وسنين؟…
….يا الله من حجم تلك الأحداث والمواقف التي وقفتُ عندها والأنين و غصةالقلب يخنقان روحي،…لتُوَحد كلامها مع عقلي وقلبي وتفكيري ووجداني ليقولوا معا لنفسي خطاباً واحداً بائساً يقول: “ماذا لو عُدنا للوراءِ خمسةَ عشرَ عاماً”
#رانيا_أبوعليان