(لأنك مختلف) – رانيا أبو عليان
العالم الآن – ….البعض يرفضُ تقَبل أنّك مُختلف..لك سماؤك وأرضك وجوك الجميل الذي تُمتلك زواياه الجميلة بكل تفاصيلها الساحرة…
….البعض يريدك نسخاً مكررة من نموذجه الذي يظن أنه النموذج المثالي الفريد…هم لا يعلمون أننا قد خلقنا مختلفين…”بجيناتنا” وتفاصلينا بتركيبتنا وتقبلنا للعالم وتصالحنا مع ذاتنا….فتعيش معهم بصراعٍ ينتهي بالتقبل أو الانفصال بلا عودة.
….البعض لا يدرك أن اختلافك هو سر تميزك وتفردك..وسر جاذبيتك وبقائك الأزلي…هم يحاربون تميزك فقط لتكون نسخا كآلاف النسخ التي تضيع بين الزحام….فلا تستحق التأمل لحالتها أو الوقوف أو حتى الكلام.
….والبعض يرى في اختلافك ذاك تميزاً وجمالاً…ونقطةً للانطلاق للقمةٍ دائماً..
…نعم أعترف أنني مختلفة…أمتلك تلك الطاقة التي قد يقف البعض امامها مذهولاً لحجمها….
وأمتلك تلك المشاعر الفياضة التي لا تخفى على من يعاملني عن قرب.
….أمتلك تلك السرعة بالإنجاز والعمل وأحياناً بالكلام والتي يراها البعض امتيازًا ..وبعضهم يصفونها بكثرة الحِراك والكلام.
….وأعترف أنَّ بداخلي طفلة ترفض أن تكبر…فتبادر بابتسامة الأطفال ومودتهم البريئة وضحكاتهم كل من يطرق باب الحوار أوالحديث معها…
…وأعترف أن نهمي وعشقي للتعلم لا ينتهي…وأن في داخلي ما زالت تلك الطالبة النجيبة التي ترفض أن تكون إلا بالمركز الأول دائما.
….وأعترف أنني لا ارضى بأقل من مرتبة الإبداع والكمال بكل ما أعمل..
…أعترف أنّ دموعي قريبة جداً…وتكفيها كلمة أو نظرة أو حتى تلميح عابر جارح لتتدفق بلا توقفٍ لساعاتٍ وساعات،.
….نعم أعترف أنني لم أتخلص من تلك الحساسية المفرطة برغم كل ما مر بي من تجارب في هذه الحياة.
…وأعترف أنني حين أحب أبالغ بالحب والتعبير وفائض التقدير لكل ما ومن أحب.
…وأعترف أنني فخورة بأنني تربيت على الاحترام المبالغ فيه والذي أطبِقه بالتعامل مع كل من يستحق من أهل ومعلمين وقادة وضيوف…
…وبين محبٍ ومنتقدٍ ومنبهرٍ وعاشق للتميز أعيش حقيقةً قد تعيشها أنت مثلي في كل لحظةٍ إذا حباك الله ببعض الصفات وبعض التفاصيل الفريدة “لأنك مختلف”
#رانيا_أبوعليان