اغتيال الباحث العراقي هشام الهاشمي أمام منزله في بغداد
العالم الآن – اغتيل الباحث العراقي الخبير في الجماعات المتشددة، هشام الهاشمي، مساء امس (الاثنين)، أمام منزله في بغداد، بحسب ما أكد مسؤول كبير في وزارة الداخلية.
ويعرف عن الهاشمي، الأربعيني، ظهوره اليومي على القنوات التلفزيونية المحلية والأجنبية لتحليل أنشطة الجماعات المتشددة والسياسة العراقية، كما كان وسيطاً بين أطراف سياسية عدة، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال مدير الإعلام في وزارة الداخلية، سعد معن، إن الهاشمي «توفي في المستشفى». وأكد مصدر طبي أن جثة الهاشمي كانت مصابة بطلقات نارية عدة في أنحاء جسده. وأفاد ضابط التحقيق في مكان الاغتيال للوكالة الفرنسية للأنباء أن 3 مسلحين يستقلون دراجتين ناريتين أطلقوا النار من مسافة أمتار على الهاشمي الذي كان يستقل سيارته.
وأفاد ضابط التحقيق في مكان الاغتيال لوكالة الصحافة الفرنسية أن ثلاثة مسلحين يستقلون دراجتين ناريتين أطلقوا النار من مسافة أمتار على الهاشمي الذي كان يستقل سيارته أمام منزله في منطقة زيونة في شرق بغداد.
وعزّى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بـ”استشهاد الخبير الإستراتيجي (…) الذي اغتيل على يد مجموعة مسلحة خارجة عن القانون”. وأضاف “نتوعد القتلة بملاحقتهم لينالوا جزاءهم العادل، ولن نسمح بأن تعود عمليات الاغتيالات ثانية إلى المشهد العراقي”.
وعمليات الاغتيال في العراق كانت متكررة خلال سنوات الحرب الأهلية من 2006 إلى 2009، لكنها باتت مؤخراً نادرة الحدوث.
وقال مستشار رئيس الوزراء حارث حسن في تغريدة على تويتر إنّ «الجبناء اغتالوا صديقي وأحد المحلّلين اللامعين في العراق هشام الهاشمي، أنا في صدمة».
وعجّت مواقع التواصل الاجتماعي برسائل التعزية بمقتل الخبير الذي كان يكتب لمراكز أبحاث مرموقة، من “تشاتام هاوس” في لندن إلى “مركز السياسة الدولية” في واشنطن، والمعروف بدماثته وحسن خلقه.
وقالت الممثلة الأممية الخاصة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت في تغريدة “صُدمنا باغتيال الدكتور هشام الهاشمي. نُدين بشدّة هذا الفعل الخسيس والجبان”، داعية الحكومة إلى “تحديد الجناة بسرعة وتقديمهم للعدالة”.
كما تقدّم الحشد الشعبي بالتعازي باغتيال الهاشمي، مشيراً في بيان إلى أنه “اغتيل اليوم على أيدي جماعات إرهابية (…) وكان له الدور الكبير بفضح أسرارهم وكشف ألاعيبهم”.
وكان الهاشمي اتخذ موقفاً داعماً بشدة للانتفاضة الشعبية التي انطلقت في العراق مطلع تشرين الأول/أكتوبر الماضي للمطالبة بإصلاح شامل للنظام السياسي العراقي والتنديد بموالاة الحكومة السابقة إلى المعسكر الإيراني.
وخلال موجة الاحتجاجات التي استمرت ستة أشهر، اغتيل عشرات الناشطين أمام منازلهم بأيدي مسلحين مجهولين، غالباً ما كانوا يستقلون دراجات نارية.
وتؤكد السلطات مراراً عدم قدرتها على تحديد هوية الجناة.
وفي أيلول/سبتمبر الماضي، وحتى قبل بدء التظاهرات غير المسبوقة، هدّدت جماعات موالية لإيران على الإنترنت، الهاشمي و13 شخصية عراقية أخرى، بالقتل.
وفي حملة المضايقات الإلكترونية، هوجم الهاشمي واتّهم مع آخرين بأنهم “عملاء” و”خونة الوطن” و”مؤيّدون لإسرائيل والأميركيين”.
وكان الهاشمي، وهو دكتور بالفقه الإسلامي، ضليعاً في تركيبات التنظيمات الجهادية، وخصوصاً تنظيم الدولة الإسلامية.
وساهم خلال مراحل الحرب ضد التنظيم المتطرّف في العراق وسوريا، بتفكيك هرميته، خصوصاً من خلال معرفته الأكاديمية الموثوق بها محلياً وعالمياً، إضافة إلى أرشفته تاريخ الشخصيات والقيادات التي تبوأت مناصب كبيرة داخل التنظيم، على غرار أبو بكر البغدادي الزعيم السابق لتنظيم الدولة الإسلامية.
ومن المفترض أن يوارى الهاشمي الثرى الثلاثاء في العاصمة بغداد.
” الشرق الاوسط”