لغة الضاد الى اين !!! بقلم : صفوت موسى
العالم الآن – كمجتمع عربي مثلنا مثل المجتمعات العربية الأخرى التي تحتاج الى اعادة هيكلة فكرية تشمل الافكار والمعتقدات الاراء والكثير مما يحدث خلل وازدواجية في الشخصية العربية
كثيرا ما نسمع بل ونقول أحيانا بأننا كنا وكنا وكانوا جدودنا كذا وكذا شعب يعتز بتاريخ قد تحتاج الشعوب الاخرى قرونا عدة للوصول لمثل هذا التاريخ العريق . لكن التاريخ لا يحافظ عليه بذاكرة أصحاب البطولات والامجاد ولا بالثياب والاثار التي يعثر عليها فتحفظ في احد المتاحف هنا وهناك ان العنصر الاهم في تاريخ اي امة هو اللغة
اللغة في اساسها هي مجرد لغة تواصل ولكي يكون التواصل فعالا ومناسبا لا بد ان نقابل الطرف الاخر في التواصل بلغة تمثله وتمثلنا ايضا فان كنت اتحدث مع شخص عربي فهي العربية وان كنت اتحدث مع شخص لا يجيد سوى الإنجليزية على سبيل المثال فهي الإنجليزية ولكن دعونا نقول لماذا نصر على التواصل فيما بيننا نحن العرب بلغة اجنبية لا تمت لجذورنا ولا لعروبتنا بصلة!!!
ان السبب الرئيسي في هذه المعضلة هو اننا زرعنا او زرع في عقولنا فكرة التحضر في اللغة الاجنبية كيف لا واصحابها بلغو السحاب بناطحاتهم وبلغوا الفضاء باقمارهم الاصطناعية ولكن السؤال الاهم هل اصحاب اللغة الاجنبية يعتبرون حديثهم بالانجليزية لانهم ولدوا وتربوا عليها ولانهم ان استيقظوا اول اليوم يقولون Good morning فقط هو نوع من التباهي وال”برستيج”
لو سألنا أي شخص يتحدث الانجليزية كلغة أم بالنسبة له لوجد الامر تافها وهذا هو الصواب بل هو المنطق الذي لا يعتريه أي خطأ فاللغة هي وسيلة تواصل فقط ليس فيها اي نوع من الرقي ولا التباهي بل على العكس نحن العرب سطر بلغتنا أمجادا عظيمة وسيطرت على العالم أجمع لقرون طويلة سرط فيها أدب ابن سينا الذي ما زال يؤخذ به في الجامعات الغربية وسطر فيها أدب ابن رشد والخوارزمي وغيرهم الكثيرين من العلماء والأهم أنه سطر بها احاديث النبي محمد صلوات ربي وسلامه عليه ونزل بها القرآن الكريم ألا يكفينا هذا فخرا بأن نتحدث بلغتنا الاصلية التي ولدنا عليها وحملت معها تاريخا عريقا ومشرفا بل انه وفي القرون الوسطى والتي هي عصور مظلمة بالنسبة لأوروبا وذهبية للعرب والمسلمين كان الشاب الأوروبي اذا أراد أن يظهر لحبيبته التحضر اعترف لها بحبه بالعربية أين كنا وأين صرنا
وفي النهاية أقول أنه لا مجال للتقدم لشعب لا يعترف ولا يعتز بأصله ويلحق غيرهم وينقاد لهم بالتطور ولا مكان له بين الأمم المتحضرة
مقال رائع ومحتوى اروع ، حيث ان قوة اللغة من قوة الناطقين بها فكريا وعلميا وتكنولوجيا وحضاريا ، احسنت وكل الاحترام
قواك الله . محاور مهمة وطرح سلس . أهنيك