خصخصة لبنان نمط حلولي في ظل تخاذل عربي- بقلم فتحي أحمد

0 286

العالم الآن – يقول جيمس روكز الخبير الاقتصادي الأمريكي “لبنان تأخر الوقت للإنقاذ” وقد استند روكز في دراسته التي استمرت أربعة شهور على اقتصاد لبنان وحجم المديونية التي تقدر بحوالي 90 مليار دولار أي بزيادة قدرها 160 % من الإنتاج المحلي الإجمالي فهنالك دول كثيرة تتعثر ويصبح اقتصادها مريض نتيجة عوامل كثيرة لكن سرعان ما يتعافى الاقتصاد بفعل المساعدات الدولية وصندوق النقد الدولي أو بشروط يحددها المقرض غير أن الاقتصاد اللبناني يعتمد بشكل كبير على القطاع السياحي وبعض الاستثمارات الأجنبية والعربية وحجم العمالة في الخليج العربي والسعودية والتي تقد بحوالي 35000 وهؤلاء لهم دور في حلحلة اقتصاد البلد ولكن في ظل جائحة كورونا بدأ الاقتصاد بالانكماش أسوة بغيره في العالم أمّا بخصوص القطاع المصرفي الذي ساهم بشكل كبير في تعزيز صمود الحكومات اللبنانية المتعاقبة بدأ يتآكل نتيجة ظروف كثيرة، ودول العالم تشترط مقابل المعونة والقروض تبديد الفساد الذي ينهش جسد الدولة ويضعها في الحضيض وقد أثار ذلك حفيظة الشعب اللبناني الذي يعيش على القروض مقابل كساد في الإنتاج وعوز المعونة المالية الخارجية حتى يبدأ الاقتصاد اللبناني بالتعافي فهنالك رزمة شروط يحددها الدائن تتعلق جلها بالجانب السياسي وأخرى باقتصادي ربحي بعد دراسة جدواه الاقتصادية أي فيما يتعلق بالربح والخسارة في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها لبنان وخصوصاً بعد انفجار بيروت باتت أزمة لبنان تؤرق دول العالم وخصوصاً دول الخليج والدول التي لها نفوذ في لبنان منها فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية ولو نظرنا إلى حجم الخسائر التي تعرض لها لبنان مؤخراً والديون القديمة المتراكمة عليه هذا يستدعي إلى بذل قصارى الجهد الدولي حتى يقف لينان على رجليه ولو افترضنا جدلاً إذا كان هنالك جهود قوية ودعم سخي سواء من خلال القروض والهبات لإنقاذ لبنان فهذا يخضعه أي لبنان لإملاءات وشروط قاسية، وأهم هذه الشروط حزب الله وسلاحه، وهذه الشروط التي ستفرض على الحكومة اللبنانية مقابل الدعم المالي هو التخلص من كابوس اسمه حزب الله سواء كان من خلال صراع لبناني لبناني وبدعم لوجستي عربي غربي أو من خلال حشد دولي يتناسب مع حجم حزب الله، فلقد باتت الأمور أكثر وضوحاً في ظل الاجماع الدولي وعلى رأسه أمريكا، والأصوات في العالم العربي أقصد هنا الخليج برمته التي بدأت تعلو وتنادي جهارا بضرورة التخلص من حزب الله كمقدمة لإزاحة إيران عن سوريا في المقايل لا يستبعد المراقبين أن أمريكا وإسرائيل هما اللتان تقفان خلف الانفجار، وهذا مجرد تكهن لا يرقى إلى الإثبات الرسمي والمؤشرات تدل على أن خارطة سوريا باتت قريبة حتى تتشكل بدون إيران.
الخلاصة أن الدعم الخارجي سواء العربي أو الأمريكي الأوروبي مشروط بالقضاء على حزب الله ودحره حتى لو تم ذلك وهذا بعيد، فهل يصبح لبنان مزرعة غربية؟ أو بمعنى أدق هل يتم استئجاره لصالح القوى الغربية بأموال عربية بمعنى اخر خصخصته هذا يعني استعمار مهجن اكثر لطفا شكلاً لكن يبقى هنالك تشابه في المضمون بينه وبين الاستعمار القديم؟

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد