” كورونا محلي محطوط على جابر ” – أيمن الخطيب
العالم الآن – فجأة حين كانت دول العالم تنشط فيها الإصابات بفايروس كورونا المستجد وتزداد وكان محيط الأردن الاقليمي يشهد بؤر وباء ساخنة ، أعلن الأردن الرسمي خلوه من فيروس كورونا في خطاب إعلامي سياسي غابت عنه الحقيقة الطبية العلمية بشكل دراماتيكي هزلي الا من بعض التصريحات التي القى بها أطباء غير متواجدين في مركز القرار.
وبعد مرور ما يزيد عن شهر من تسجيل صفر حالات محلية ثم حالة أو حالتين كلما ادعت الضرورة ذلك ،
يشهد الأردن اليوم ارتفاعا ملحوظا بعدد الاصابات المحلية عبر خاصرته الرخوة البرية في حدود جابر ، الذي شهد وبأعتراف الحكومة نفسها تراخيا كبيرا في الإجراءات المتخذة اللازمة لتطويق الوباء.
الزيادة في الاصابات أمر طبيعي للغاية فهذا الفيروس موجود ولم ينتهِ ولن ينتهي الا في ظل وجود لقاح له ،
الأمر غير الطبيعي هو ادعاء انتصار موهوم على الفيروس واعلان الأردن خاليا من الوباء فهذا كلام يتنافى مع العلم ،
وايهام المواطنين بوضع البلد المستقر وبائيا وفق مصفوفة وبائية لم يخبرنا أحد ما عن المعايير التي قامت على اساسها.
لكن المشكلة ليست في عودة انتشار الوباء محلياً عبر حدود جابر والعمري وغيرهم،
المشكلة في معالجة الحكومة للأمر الوبائي بعقلية سياسية محضة ،
الحكومة وجدت من خلال خطابها الاعلامي المباشر فرصة ثمينة لتسجيل انتصار يعيد شعبيتها بعد أن حققت هزائم مدوية خلال سنتين من تولي مهامها الدستورية وفرضت أمر واقع سميك عبر احتكارها المعلومة والاعلام واحتكارها لمزاج الرأي العام وتوجيهه هذا عدا الاجراءات التي قوضت الحرية في الاونة الأخيرة بشكل ملفت للغاية.
اليوم تدرك الحكومة جيدا أن الفيروس حي لم ينشف ولم يمت وأن الحل الأمثل هو في التعايش مع الأمر الواقع وأن سياسة الحظر الشامل غير مفيدة في ظل وضع اقتصادي يعيش على أجهزة الانعاش ،
لكنها تعود في خطابها الثقافي الاعلامي الرسمي الى عقلية الأبوية في حل المشكلة ،
وتلقي اللوم على المواطنين عوضا عن محاسبة المسؤولين الذين أحدثوا ثغرة رخوة عبر معبرين حدودين نشطين للغاية.
على الدولة اجراء مكاشفة واضحة مع المواطنين فيما يخص الوضع الوبائي بخطاب علمي وطني لا سياسي شعبوي يستخدم للاستهلاك الجماهيري،
فحين تشكو الحكومة أن ما نسبته 8% من المواطنين لا يؤمنون بوجود الفيروس وأنه مؤامرة كونية عليها أن تدرك أن هذه النسبة لم تولد من العبث بل ولدت من رحم التصريحات غير الواعية التي قالت لنا ” الفيروس نشف ومات “.
….
أيمن الخطيب.