التاريخ مزوّر والواقع مزوّق بالتطبيع؛؛؛د. عصمت حوسو – الأردن
العالم الآن – ما نمرّ به في هذا الوقت العصيب من تاريخ العرب غير المشرّف، هو بمثابة “الجنون” المُطبق على المستوى التاريخي والعقلي والنفسي، وهو الوهم بذاته الذي نمنحه لأنفسنا لنتمكّن من صناعة أعداءً مزيّفين بإمكاننا إيذائهم وربما قتلهم، كلّ ذلك بسبب تعطّل قدراتنا وغياب شرفنا عن ستر عوراتنا المكشوفة أمام عدوٍّ نعرفه عزّ المعرفة، فخلقنا أعداءً وهميّين لإنكار حالة (العجز) والوهن العربي أمام العدوّ الحقيقي الأوحد والوحيد، ذلك الغاصب الحاقد الجانح سيّء الذكر والصيت هو وكل من يدعمه، فأخذنا العمى إلى الحدّ الذي أمسى جُلاًّ من الناس يروَن ((التطبيع)) ليس خيانة وإنما وجهة نظر،، ويا للعار..
وهم الذنب وهوس الاضطهاد أخذ كثيرًا من العرب لجعل بعضهم نسخًا مكرّرة عمّن باعوا الأرض والعرض، ولإغراء غيرهم للانجرار نحو “التطبيع” المُهين..
كفانا اجترارًا لروايات تاريخية عفا عليها الدهر، لا يحمل ذكرها أيّة دلالة أو حتى فائدة على الواقع العربي الحالي (المأزوم)؛ لأنّ الأعداء الحقيقيون واضحون كالدمّل في الوجه، يتبجّحون بتطبيعهم ويُشهرون أحقادهم ويتباهون بأسلحتهم بهدف فنائنا، فإن شئتم تاريخًا حقيقيًا فعليكم أن تصنعوه الآن، والآن فقط..
هل يحتاج العرب إلى مضادات نفسية علاجية ضدّ أمراض الوهم قد نضطرّ لوضعها في الطبيخ أو في خزّانات المياه وربما في حبوب الفياجرا لاستنهاض الفحولة العاجزة؟! أم نحن بحاجة إلى واقع أقسى مما نحن فيه ودروس أسوأ من أجل التحرك والتغيير والعبرة لمن لم ولا يعتبر ؟؟!!
اعذروني فقد عجزت عن الإجابة..
دة.عصمت حوسو