ثقافة تتلاشى بقلم : صفوت أبو شمسيه
العالم الآن – تحدث في مقال سابق بعنوان “لغة الضاد الى اين” عن أحد أهم المشاكل التي تهدد قوميتنا وثقافتنا العربية، وأن اللغة من أهم عوامل تشكيل ثقافة لأي مجتمع، بالإضافة إلى عوامل أخرى لا تقل عنها أهمية.
إن أي انسان يفكر في قراءة التاريخ فإنه عليه أولا أن يقرر تاريخ أي أمة وأي شعب سوف يقرأ هل هو التاريخ البابلي، ام الآشوري، ام الاسلامي؟ وهكذا… أي بما معناه أن الشعوب والامم على مر التاريخ لم تملك تاريخا واحد وثقافة واحدة بغض النظر عن اختلاف الأزمنة فحتى الدول والشعوب الذين كانوا يعيشون بجوار بعضهم البعض كانوا يختلفون في ثقافاتهم وعاداتهم مما ىيشكل طابع خاص بكل شعب وثقافة تميزه عن غيره من الشعوب والأمم ويشكل هذا الطابع مظهرها ويوثر أيما تأثير في بناء هيكليتها ولعل أهم هذه العوامل التي تساعد في بنتاء ثقافة مستقلة عن غيرها هي اللغة – كما ذكرنا سابقا- والدين والعادات والتقاليد فاذا تم المساس أو التغيير باحد هذه العوامل فانه سوف يحدث تغييرا كبيرا على الطابع الثقافي لأي شعب.
والآن وبما أننا في عصر كثيرا ما يناشد بالحريات والمطالبة بإرسائها فإنه من العدل أن نراعي حرية الشعوب وألا نتعدى على حرياتهم لمجرد وجهة نظر أو رأي جهة معينة او شعب معين، نجد أن الكثير من المؤسسات تناشد بارساء الحريات بين الشعوب وانها تناهض تقييد الحريات، ولكن السؤال هو من قرر أن ثقافة جهة او شعب معين تناسب شعبا اخر؟، ثم ان الحرية تنتهي عند حدود حريات الاخرين لذا فانه من حق الاخرين ممارسة اراءهم بحرية من دون ان تفرض عليهم ثقافة شعب او جهة معينة ؛ لأن هذا التدخل سوف يخلق نزاع وتفكك بين أفراد المجتمع خاصة اذا كانت تلك الثقافة المدخلة تعارض دين شعب معين؛ لأن التمسك بالدين يكون اشد من التمسك بالعادات والعوامل الاخرى.
بالنسبة لنا كشعوب عربية واسلامية فإن لنا تاريخا يعتز به في العديد من المجالات منها الادبية والدينية والاخلاقية والحربية والعلوم وغيرها الكثير والكثير من المجالات التي سطر بها العرب والمسلمون تاريخا عظيما سواء أكان ذلك قبل ظهور الاسلام ام بعده.
وأجدد السؤال ذاته، بما أننا نملك كل هذه المقومات لاعادة احياء ثقافتنا العريقة من حيث اللغة والدين والعادات والتاريخ لماذا نترك كل هذا ونتبنى ثقافات اخرى لا تمت لنا بصلة وما هي الا رأي رآه شعب فاتبعه، لماذا لا نرى رأينا نحن أيضا؟!!