(لكَ اللهُ يا قلب) – رانيا ابو عليان

0 937

العالم الآن ….لكَ اللهُ يا قلبُ كم تألمتَ ولم تتكلَمْ….لكَ الله كم حَرَصتَ مِراراً وتِكراراً على مشاعر من لمْ يتوانَوا عن أذيَّتك بلا رحمة،…
…كان لسانُ حالكَ أن تُعامل الناسَ كما تُحب أن يعاملوك…فلا تخذُلهم حتى وإن خذلوك..
…لكَ اللهُ على أُنسِكَ في وحدَتك،…
…فهناكَ في تلكَ الوحدةِ أنتَ تُشارك أحزانك مع نفسك،في حين أن يدك لم تبخل عن مسحِ دموعِ كُلِّ مَنْ حولِكَ دونَ أن تَكِلَّ أو تَتَعب.
…لكَ اللهُ يا قلبُ وأنتَ…أنت!!!،لم يُغيِّركَ كيدُ الكائدين وحقدُ الحاقدين..وفراشاتُكَ لا تزال تلامس ضوءَ العطاءِ حتى تحترق …ولم تتغير.
….ألمْ تَرَ يا قلبُ كيف تقتاتُ قلوب الآخرينَ على مدامع غيرهم؟…فما بالك لازلتَ كما أنت؟…ابنُ ذاك الزمان الذي تربى على الألفةِ والمحبةِ والعطاءِ بلا مقابل….ألم تتغير يا قلب؟…مابالك؟…فكُلُّ ما حولك يتغير،..وحوارُ المصالح هو سَيِّدُ الأديانِ في هذا الزمان،..
….ولا زلتَ أنت تعيشُ زمَنَ الوِد الجميل…في مدينة القلوب الفاضلة،…فيُدميكَ الأذى وتُقاوم،…ويزرعون الشوكَ فيكَ وأنتَ تنزعهُ وتُضَمِدهُ وتأبى السقوط في مُنحدرِ البُغض،.. فتتابع السيرَ في دربكَ الأثير بصَفِحِ طفلٍ لا يُبالي،…فأراكَ بعدَ كل صدمةٍ تَنتَفضُ ألماً لتَنفُض عنكَ غُبار الحقدِ ودَنَس الآلام،.. لتعُودَ نقياً كما أنت!…فأنظُرُ لكَ بعينِ الشفقةِ والرثاءِ لحالك وأقول:- (لكَ اللهُ يا قلب)

#رانيا_أبوعليان

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد