لا عليك يا سيرين فقد توفر لك الآن قبر الكاتب : صالح العجلوني الاردن
العالم الآن – سرين عناية بأي ذنبٍ قتلت؟؟؟صغيرتي سرين بينما كان أهالي بنات جيلك يهيئون الحقائب والدفاتر والأقلام لبناتهم ليرسلوهنّ لمدارسهنّ ، كان أهلك يهيئون لك الحنوط و الأكفان ليرسلوك إلى مرقدك الأخير ؛ فلقد كان هناك متسع لجسمك الصغير تحت التراب وكان التراب أحن عليك من تلك الثلة التي حرمتك حق العلاج بحجة عدم توفر سرير ؛ فارقدي يا صغيرتي بسلام فقد توفر لك الآن قبر…
(سرين خالد مصطفى عناية)
للأسف يا صغيرتي لم يكن لمثلك عناية؛
فالمجد لكورونا فأسهمها بارتفاع ولا يسمح لأي مرض آخر أن يزاحمها أو يخالطها، وكوادرنا الطبية يا صغيرتي لم تسمع صوت أنينكِ ولم تبالي بآهاتك وتركتكِ تصارعين الألم أنت وأحشاؤكِ الصغيرة فكانت الغلبة للألم وكان الذنب على أولئك الجهلة المجرمين المستهترين الذين لم يقدروا حجم الخطر المحدق بك وبجسمك الغض ، قد يكون ذنبك أن أباك لم يكن مخالطًا لمتنفذٍ فاسدٍ يفتح له الأبواب المغلقة بمكالمة واحدةٍ أو قد يكون ذنبك أن أهلك قد خالطوا الطبقة الكادحة من الشعب في بلدنا؛ ولذلك لم يجدوا المال الكافي ليدخلوك إلى مستشفى خاص ؛ فانفجرت الزائدة الدودية وفاضت روحك الطاهرة الندية إلى باريها. فأين فرق تقصي الحقيقة يا معالي وزير الصحة عن هذه الجريمة النكراء الناتجة عن الاستهتار والإهمال والقصور المهني؟؟؟
أين قانون المسائلة الطبية الذي عفا عليه الدهر ولم يرى النور بعد يا معالي الوزير ؟؟؟
أم أنكم اكتفيتم بالقضاء والقدر لتعلقوا عليهما أخطاء المستهترين من الكوادر الطبية؟؟؟
إن الطبيب الذي كشف على سرين ولم يدخلها إلى غرفة العمليات فورًا جديرٌ بكم أن توقفوه عن مزاولة هذه المهنة التي لم يبر بقسمها؛ فنحن لسنا بحاجة لقتلة يحملون تراخيص.
عذرًا معالي الوزير فأمام هذا الاستهتار وأمام هذه الحادثة البشعة لا نستطيع أن نضع الكمامات على أفواهنا وأعيننا وآذاننا؛ فآهات سرين وأهلها قد نفذت إلينا، وإليك آهاتنا؛ فاسمعها وننتظر منكم الجواب والتحقيق والعقاب.
وأما أنت يا (سرين عناية) فلا تثريب عليك اليوم فأنت في عناية أرحم الراحمين، ولأهلك ولألعابك ولأقرانك خالص العزاء .