(نحن نستند على الجدران..فهيَ حقاً تُجيد الوفاءَ والاحتضان)- رانيا أبو عليان
العالم الآن – ….إنَّ أشَدَّ ما يُحزِنُ قلبي في لحظاتِ ضعفي هي أنني لا أجدُ غيرَ تلكَ الجدرانِ البائسة لأتَكِئَ عليها لأنهض…..
…..تلكَ الجدرانُ التي لمْ تنسَ اهتمامي بها وبتفاصيلها طوال أيام العُمر …فردَّتْ ليَ الوفاء وفاءً حين احتجتُ منها السَنَد.
…تلكَ الجدرانُ التي لم أبكِ لألمِها يوماً حينَ كانت المساميرُ تخترِقها،..ولم أُنَصِبْ نفسي للدفاعِ عنها حينَ بَهَتَهَا البعضُ مِنْ خَلفِ ظهرها،…تلك الجدران التي لم أُعطها محبتي ووقتي وجهدي حيناً،…ولم أُشاركها أفراحها وأحزانها وقبضات وسكنات قلبها يوماً ما،…..
تلكَ الجُدران التي لم أكُن لها ذاك “الكتف”الذي يسندها حين مالَت كما كنتُ لكثيرٍ من البَشر ،…
…ولكنَّها كانت الأوفى والأصدق والأقدر على احتواء ضعفي وخيباتي،…
…ووحدها دونَ الجميع كانت قريبة جدا مني حد الإتكاء لأنهض…
…لله درك يا تلك الجدران ما أعظم وفاءك وما أجمل احتواءك ليَ الآن،…فوحدك كنتِ كلَّ الأصدقاء والأحبة…ووحدك فقط من أتقنتِ ردَّ الجميلِ لمن لامسَ قلبكِ ووجهك بلطفٍ ذات حين.
…ومنذ اليوم أعدك أن أتصدى لكلِّ من وَصَفَ خيباته بأنه يستند على جدار!!
..فليتَ بعضهم يتعلم ولو القليل القليل منك…فحين غابَ ضميرُ ووجدان البشر وجدتُكِ وحدك لأستند عليكِ لأنهض،… وبكل فخرٍ حينها سطرتُ خيباتي هذه الليلة قائلةً”نحنُ نستندُ على الجدران…فهيَ حقاً تُجيدُ الوفاءَ والاحتضان”
#رانيا_أبوعليان