أثر وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال : بقلم : نادر عماد سكاكية
العالم الآن – بعد الانتشار الواسع والكبير لمواقع التواصل الاجتماعي أخذ يستخدمها الأطفال في مختلف أنحاء العالم وتعتبر مواقع التواصل الاجتماعي سلاحا ذا حدين فيمكن الاستفادة منه في المجال التعليمي وفي الجوانب الحياتية إلا أن هنالك أضرار نفسية اجتماعية لدى مستخدميها لاسيما الأطفال والمراهقين .ومن هذه الأضرار :
الإدمان في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ، وهنا نشير إلى تعريف الإدمان بحسب ما عرفه د.مصطفى أبو سعد ، وهو أن الإدمان حالة تنشأ عند الاستهلاك المفرط لأي مادة كانت طبيعية أو اصطناعية بحيث يصبح الإنسان معتمدا كليا ونفسيا وجسديا على هذه المادة .فمن هنا نستخلص أن الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي هي ضعف مقاومة المستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي من حيث أنه لا يستطيع أن يتركه أو يستغني عنه نفسيا.
كما أن الاستعمال المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي عدا عن اعتباره إدمانا كذلك يؤدي إلى ضعف الأداة وتأثير سلبي على العمل اليومي للنشاطات وكذلك يؤثر على شخصية الأطفال ويجعلهم يتأثرون بأبسط الظروف المحيطة عدا عن ذلك كله يؤدي إلى الاكتئاب والانتحار . فعندما يجلس الطفل على الهاتف ومواقع التواصل الاجتماعي لأكثر من 8 ساعات يؤدي ذلك إلى تقليل التفكير عنده والشعور بالقلق والاكتئاب والاضطراب
هنالك دراسة علمية عن هوس الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي وعلاقتها بالسمات المرضية عند الأطفال.
وتبين من خلال الدراسة أن الأطفال الذين استخدموا مواقع التواصل الاجتماعي لمدة سنتين ظهر عندهم علامات اضطراب. وهي :
القلق الاكتئابي و الاكتئاب منخفض الطاقة والملل والانسحاب والشعور بالإستياء المستمر . وهذا جزء من علامات الاضطراب التي ظهرت عندهم .فعندما يتعرض الأولاد لكمية معلومات في تعاملهم في وسائل التواصل الاجتماعي _ والذي لا يكون مفيدا في الغالب _ يحصر قدراتهم العقلية ويضعف ذاكرتهم إضافة إلى حرمانهم من مهارات الذكاء العاطفي والذكاء الاجتماعي .
والذكاء العاطفي هو مهارة فهم والتعامل مع المشاعر والذي يتكون من مستويات وهي :
المستوى الأول : وهو تفهم ذاتك .
المستوى الثاني: تفهم الذي أمامك .
المستوى الثالث : تتحكم في نفسك.
المستوى الرابع : التحكم في مشاعر الآخرين .
المستوى الخامس : احترم نفسي واحترم الآخرين.
أما الذكاء الاجتماعي هو الذكاء التعامل مع الناس .
فالطفل الذي يجلس طويلا على مواقع التواصل الاجتماعي يفقد مهارات التواصل الحقيقي ويبقى معزولا عن الناس . في حقيقة الأمر عندما تعطي ابنك الوقت وتتركه يفرغه في وسائل التواصل الاجتماعي دون هدف ولا فائدة فأنت تصنع الخامة الأساسية للشخصية التافهة في المستقبل . و في الوقت نفسه أنا لا أقول أن مواقع التواصل الاجتماعي كلها سيئة ولا يوجد فوائد لها بل على العكس هنالك فوائد جمة منها اكتساب المهارات الفنية التي يحتاجها الأطفال في المستقبل كما أنها تعتبر طريقة جديدة للتعبير عن أنفسهم بشكل خلاق وكذلك من خلالها يتم تبادل الأفكار والمواد التعليمية بسهولة . كما أدخلت طريقة تعلم أكثر تنظيرا حيث يتم تحفيز الطلاب على التعلم من أقرانهم، وغيرها من الفوائد، لذلك لا مشكلة أن نعلم أبناءنا طريقة تعلم مهارة التواصل الاجتماعي وكذلك الاستفادة منها في المجال التعليمي ولكن ضمن حدود معينة لكي لا نقع في الإفراط فيه.