(إليكِ صغيرتي) – رانيا ابو عليان
“رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء.”
كانَ هذا دُعائي منذُ سبعة عشر عاماً…يومها كنتُ قد أتممتُ حفظ سورة البقرة وأنا أحملكِ في أحشائي وأختبر شعور الأمومةِ لأولِ مرةٍ في عمري….يومها كنتُ أتلمس حركاتك وأرقبُ سكناتك…وأغمضُ عينيَ لأتخيلَ جسمك الصغير وجمالك الذي يملأ الأثير…وأتيتِ أنتِ لأشكرَ الله كل حين وأقولُ في نفسي:واللهِ إنهُ يستجيب….لقد جعلكِ الله قرةَ عينٍ لي وسعادةً لا يُضاهيها شيءٌ من نعيمِ الدُنيا…فكنتِ ذريةً طيِّبة طابت وطيَّبت الحياةَ بوجودها..واليوم نحتفِلُ معاً بعيدِ ميلادك السابع عشر…وقد بلغتِ بنفسكِ وبي حداً جعلني من المكرَمين بالأرض ومن أصحابِ الحظوظِ فيها…كبُرنا معاً…عشنا لحظاتنا بفرحها وقسوتها أحياناً معاً…كُنتِ ابنتي وصديقتي وأُخيتي..وفي أحيانٍ كثيرة كُنتِ أُماً لي تحنو عليَ حينَ تقسو الظروف…لأرى بعينيكِ الصغيرتين الشقيتين ذاكَ الحب وتلكَ اللهفة…وأرى يدك الصغيرةَ تلك..تمتدُ لي لتُنهضني بقوةٍ من أي انكسارٍ أو تعَثُر.
صغيرتي…في يومِ مولدك السابع عشر أوصيكِ بتقوى الله وبأن تحفظي الله ليحفظك…وأوصيكِ بأن تجعلي القرآن الذي حفظتيه منهجكِ ومرجعكِ ما حييتِ…
…كلُ عامٍ وأنتِ فرحةَ عمري وقرةَ عيني
ودعوة دعوتها للهِ في ظاهرِ الغيبِ فاستجابَ لي
ليُبكيني فرحاً ما دُمتُ حية
والدتك المُحبة
رانيا أبوعليان
عمان في21\9\2020