من صغير إلى الكبار – بقلم : صفوت موسى

0 538

عهدنا الرأي السديد في الكبار سنا على مر الزمان، بشكل أو بآخر هذه هي سنة الحياة، أو كي أكون أدق تعبيرا: هذا ما عهدناه عبر قرون طويلة، الكبار الذين خاضوا تجارب عميقة وعاركوا أيما عراك طيلة حياتهم؛ ليتشكل بداخلهم كم لا بأس به من الحكمة ورؤية الحياة من جوانب عدة أكثر عمقا.
لكن المشكلة تكمن في أن يستمر الآباء في إسقاط كامل تجاربهم في الحياة على الجيل الذي يليهم؛ فيتشكل بهذا جيل بأجساد جديدة ولكن بأفكار قديمة، لم يحدث أي تطور ولا تغيير إنما هي الأجساد وحدها التي تغيرت، وهذا خطأ كبير إذ أن الزمان يتغير وتتغير معه المفاهيم والأمور وطرق العيش؛ فالرأي الذي كان صائبا في الماضي قد أصبح شيئا لا يتلائم وظروف الحياة في المستقبل.
وفي هذا الأمر مقولة جميلة قالها الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه:” لا تربوا أبناءكم كما رباكم آباءكم فظغنهم خلقوا لزمان غير زمانكم”. أجل إن التجارب والخبرات السابقة تكن ذات نفع كبير وفائدة جمة اذا ما تم تطويرها وتكييفها حسب ما يتطلبه الحاضر، ولكن اعتمادها كصراط مستقيم لا يصح الخروج عنه؛ فإنه يغرق المجتمع في مستنقع الرجعية والتخلف.
نحن أيضا علينا أن نخوض تجربة الحياة وأن نضيف خبرات جديدة يمكنها أن تحسن الحاضر ليكون أساسا قويا للمستقبل. ليكن ماضينا مرشدا لنا في طريق بناء حاضر أفضل لا شبحا يطارد الحاضر والمستقبل.

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد