عشرة دنانير …- عماد النشاش – الأردن
العالم الآن – قد تكون هيئة الإذاعة البريطانية هي المؤسسة الإعلامية الأعرق عالميا وهي التي حملت عبر ما يقرب قرنا من الزمن الأخبار إلى منطقتنا حتى إن الفنان دريد لحام قال في إحدى مسرحياته ساخرا: ” افتح على إذاعة لندن خلينا نشوف شوفي عنا ”
هذه المقدمة ليست مقدمة للهجوم على مؤسسة إعلامية طلب مديرها الجديد من موظفيها عدم التعبير عن أرائهم السياسية عبر مواقع التواصل الإجتماعي- وحاشا لله – أن أهاجمهم لكن المؤسسات عندما تطلب ذلك فهي تقدم الكثير لموظفيها وصحفييها وإعلامييها وربما سيواجه المدير الجديد نقدا حادا جدا على طلبه؛ لكنه قد يجد مبررات كثيرة لذلك.
لا شك أن الصحفي يمثل المؤسسة التي ينتمي إليها حتى خارج عمله؛ لكن ألا يجب على صاحب المهنة – ولا أقول الوظيفة- أن يجد مقابلا جادا لما يقدم؛ وثمنا لحياده حين يطلب ووزنا لخطابه حين يقدم ؟؟
أعرف مؤسسات كثيرة تطلب من معظم صحفييها عدم الحديث في الشأن العام وعدم النقد حتى المبطن لكنها تقدم ثمنا باهظا لهم جراء ذلك ولا أسمي هذا ثمنا للسكوت لكنه دافع للحفاظ على البقاء في العمل ، واذا كنت قد قلت معظمهم فذلك يعني أن أقلية منهم يلعبون دور المحرك للرأي العام المنتقد لكل خطأ في دائرة المسموح والمتفق عليه !
السكوت له ثمن معيشي وتوجيه الرأي العام له ثمن معيشي والراحة النفسية لها ثمن معيشي والإبتعاد عن هموم الناس له ثمن معيشي والإقتراب منها له ثمن معيشي فمن يقرضني عشرة دنانير إلى نهاية الشهر المقبل فالثمن المعيشي لم يعد يكفي لبضعة أيام .