صورة إيمانية عكسها المصلون بالتزامهم بالاجراءات الاحترازية خلال صلاة الجمعة
العالم الآن – أظهر المصلون خلال صلاة الجمعة اليوم صورة إيمانية ملتزمة بالتعليمات والإجراءات الصحية التي أعلنتها وزارة الأوقاف، عقب قرار إعادة فتح المساجد، والتي أغلقت احترازيا لمدة إسبوعين جراء ازدياد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد.
ورصدت وكالة الأنباء الاردنية (بترا) إلتزاماً كبيراً من المصلين في عدد من المساجد بالضوابط الصحية اثناء الصلاة، من خلال لبس الكمامات والتباعد الجسدي واحضار سجادة خاصة لكل مصل وذلك حفاظا على صحة المصلين وسلامتهم وخشية انتقال العدوى ولتبقى المساجد بيوت أمن وسكينة ومنابر حق وهداية.
وأشاد عدد من المصلين باجراءات وتحضيرات وزارة الأوقاف واللجان التابعة للمساجد من تعقيم وتوفير الكمامات وسجادات الصلاة الورقية إلى جانب تحديد أماكن للمصلين لتحقيق التباعد الجسدي، داعين الله أن تبقى أبواب المساجد مفتوحة وان يجنب البلاد شر هذا الوباء.
عميد كلية الشريعة في الجامعة الاردنية الدكتور عدنان العساف، أكد ضرورة الالتزام بقواعد السلامة الصحية للحفاظ على النفس البشرية وهي مقصد من مقاصد الاسلام الخمس العليا، لافتا إلى أن عدم الالتزام والاستهتار يؤدي إلى مشاكل كثيرة فلا بد من الالتزام بالتباعد الجسدي ولبس الكمامات وترك مسافات الأمان سواء في المسجد أو في الشارع او بالعمل.
وشدد العساف على عدم التهاون باجراءات السلامة العامة حتى لا يؤدي إلى التهلكة فمن حق المسلم على المسلم ان يحافظ على أخيه المسلم، وان يتعاون معه وذلك من باب الوفاء للأخوة والإخلاص للأمة، لقوله تعالى: “إنما المؤمنون إخوة”، محذرا من مخالفة القواعد الصحية والاستهتار حتى لا يقع في الاثم والعدوان لان تفشي الوباء عواقبة وخيمة، وعلى كل مسلم ان يفكر ويتدبر بها لأن الضرر بالغير والنفس من الامور المحرمة في ديننا ويجدر بنا أن نتجنبها وأن نتقي الله بكل ما اوتينا.
من جهته، قال عميد كلية الشريعة في جامعة اليرموك الدكتور اسامة الفقير، ان المساجد والمدارس ووسائل الاعلام هي جهات توجيهية لا يمكن انكار دورها في توجيه الرأي العام، ولا سيما في ظل انتشار الوباء فمسؤوليتها اليوم كبيرة وعليها دور رئيسي في توعية الناس من خطورة المرض التي تكمن بانتشاره السريع والذي يتسبب بفقدان الارواح للاهل والاحبة لاسمح الله.
ودعا الفقير هذه الجهات الى توضيح الحقائق للناس وبيان الوجه الصحيح وعدم نشر الشائعات، وان تستند وترتكز معلوماتهم وحديثهم على الحقائق، لافتا الى انه لا يقبل من انسان في مركز التوجيه والتوعية ان ينشر الشائعات التي ليس لها اساس من الصحة .
مدير العلاقات العامة والتعاون الدولي بدائرة الإفتاء العام الدكتور حسان أبو عرقوب، أوضح أن الوقاية من الأمراض السارية والمعدية منهج نبويّ، دلّنا عليه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث قال: (وَفِرَّ مِنَ المَجْذُومِ كَمَا تَفِرُّ مِنَ الأَسَدِ)، مبينا أن المحافظة على النفس الإنسانية من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية، ورفع الضرر أصل قطعي في الشريعة الإسلامية؛ لأن القاعدة الفقهية التي رسّخها الحديث النبوي الشريف تقول: (لا ضَرر ولا ضِرار).
وأكد ابو عرقوب أن الالتزام الكامل بجميع التعليمات والإرشادات الصحية والتنظيمية الصادرة عن الجهات ذات الاختصاص، واجب شرعا وطاعة لله تعالى ولأولي الأمر لقوله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ)، مشددا على ضرورة اتخاذ جميع الوسائل اللازمة لمنع انتقال المرض وانتشاره.
وأضاف، أنه يحرم على من أصيب بمرضٍ معدٍ أو اشتبه بإصابته به أن ينقل المرض للآخرين من خلال مُخالطتهم، ويجب عليه أن يأخذ بالاحتياطات الصحية اللازمة.
وقال أمام وخطيب مسجد بر الوالدين الشيخ محمد عبد الرحمن، إن الالتزام بين صفوف المصلين كان واضحا وكبيرا وذلك خوفا من عودة إغلاق المساجد وحبا وتعلقا بالصلاة فيها، وحفاظا على سلامة المجتمع من الوباء وإنتقال العدوى.
وأكد الشيخ محمد أن التزام المصلين ليس جديدا أو غريبا بل هو الطابع السائد في جميع الأوقات فالمسلم دائما يقدم أجمل الصور بالالتزام، ولا سيما في المسجد، مشيرا إلى أن هناك ازديادا ملحوظا بأعداد المصلين في المسجد الذي يؤمه أوقات الفجر والعشاء وكأنهم متعطشون للصلاة في المساجد.
–(بترا)