من نحن؟- بقلم : صفوت موسى
أسهل سؤال يمكن ان توجهه لأحد سواء أم،أخ، صديق، أو حتى شخص تقابله للمرة الاولى هو من أنت؟
سيجيب ببساطة باسمه محمد، أحمد، سلمى وهكذا أو بصفته ، مدير، محاسب…
ولكن حاول أ، تسأل شخص تعرفه معرفة تامة بشكل مفاجئ من أنت؟ بالتأكيد سيتولد داخله شعور بالإستغراب وأخذ الوقت لمحاولة الإجابة على هذا السؤال، بالتأكيد هذا السؤال الذي نراه بسيطا يحمل بعدا عميقا في النفس لأن الدماغ سيحاول ترتيب الاجابات وانتقاء الصفات الاساسية عن هذا الشخص، ولكن دعني أخبرك أن هذا أيضا خاطئ.
لو سألنا أنفسنا من نحن؟ واخذنا وقتا كافي من التحليل والتفكير فإن الإجابة مهما بلغت من المصارحة الشخصية أو أخذت وقتا طويلا للاجابة فإنك لن تجيب عن نفسك !!! لماذا! ببساطة أنت لست الشخص الذي تعتقده!!!
شخصياتنا واهتماماتنا وطموحاتنا وحتى عدواتنا مع الاخرين تم بناؤها على أساس مجموعة من الأحداث التي تشكلت من حولنا وتم زرعها داخل شخصياتنا تخيل لو أنك ولدت بصحراء ليس فيها أحد هل ستكون بنفس هذه الشخصية؟ وهل ستؤمن بما تعتقد الان أنه صحيح؟ هل ستظل تدافع عن هواياتك المفضلة وعن مهنت؟، عن حزبك المفضل والكثير الكثير؟.
أرى أن التأمل في الذات والابتعاد عن الحياة الصاخبة قليلا سيعطي نتيجة أفضل، ابدأ بالرجوع الى روحك وحاول تخيل طبيعة الاشياء التي تحبها-أو التي تدعي أنك تحبها- واعرف سبب هذا الحب حتى تتاكد من انتمائك لهذه الفكرة، لا اقول ان هذا أمرا سهلا ولكن مع الوقت والممارسة ستكتشف انك تحمل افكار لا تمثلك أبدا
وأقول في الختام: معرفتك لذاتك هي أكبر سلام داخلي يمكن أن تعيشه وستستطيع ان تخلق عالمك الخاص الضي يمثلك انت لا الاحداث التي شكلت شخصيتك الوهمية.