نظرية 10/90 _ بقلم صفوت موسى
الموقف الأول:
تخيل لو أن “غافيرلو” قاتل ولي عهد النمسا “فرانز فرديناندو” تسبب بعد ذلك بالحرب العالمة الأولى التي وصل عدد ضحاياها أكثر من 8 ملايين من الأشخاص لم يجرؤ على فعلته تلك وذهب لزيارة أقاربه مثلا بدل من الذهاب للقتل، النتيجة هي أن هنالك 8 ملايين شخص سيكملون حياتهم بصورة طبيعية،سيذهبون لأعمالهم في الثامنة صباحا، بعضهم سيذهب لحفل تخريجه وسيصبح طبيبا او مهندسا يقيم مشاريع جديدة
الموقف الثاني:
تخيل أنك طمعت بعشرة دقائق من النوم قبل أن تستيقظ وتذهب للعمل، وعندما وصلت تلقيت الكثير من اللوم من مديرك وأصدر قرار بخصم راتب يومين من عملك، تملكك الغضب الشديد وفورا قدمت استقالتك من العمل!!!
قال ستيفن كوفي في كتابه العادات السبع بأن 90% من المشاكل التي يتعرض لها الأشخاص والتي تتسبب في تغيير أيامهم من ايجابية الى سلبية أو حتى تغيير مصيري يغير مجرى حياتهم تكون بسبب 10% من الأفعال التي يقوم بها الأشخاص، يجب أن نتعامل مع كل موقف على حدى وألا نعطيه أكثر مما يستحق لكي نتجنب الكثير الكثير من المشاكل فلو تم تقديم اهمية العمل على عشرة دقائق اضافية من النوم لما حدث كل هذا ولربما كنت الان تأخذ استراحة الغداء في عملك…
إن تقييم الأمور وتحجيمها بحجمها المناسب يعطي الشخص قدرة على التحكم بأفعاله ووزن الأمور، بل وإنه يكون قادرا على أن يجعل تلك ال10% حلا لأمور أخرى ويستفيد منها مستقبلا؛ فبدلا من أن يضطر للغضب والاستقالة من العمل؛ سيتصرف بما يمليه عليه المنطق بأن يعتذر في هذه المرة وأن يجعلها حاجر لتصدي خطأ آخر مماثل، يينام بوقت أبكر ويصحو بوقت أبكر، ربما هذا سيجعل مديره يتفهم ان هنالك خطأ عارضا قد حدث وعلى الأغلب لن يتكرر مرة أخرى.
إن التخطيط لللأمور اليومية مهم جدا يعطي الشخص رؤية مبدأية عن كيفية مسيرة يومه وسيكون جاهزا لمواجهة المشاكل التي ستواجهه، سيكون قادرا على اكتساب المزيد من الفرص بدلا من فقدان الفرص الموجودة، وهكذا مرة تلو الأخرى سيكتشف الشخص نفسه أنه قادرا على التعامل مع المشاكل والظروف الصعبة بالعقل والحكمة ، بل سيشعر أيضا بالمزيد من القبول له في المكان الذي يكون فيه، لأنه سيكون قادرا على التعامل مع جميع الظروف ومحاولة الخروج من غير نتائج سلبية,
وهنا أقول: احرص على ألا تتعدى مشاكلك ال10% كي لا تفقد ال90% الباقية من يومك ولربما حياتك!!!