إشهار شعار مئوية الدولة الأردنية في الذكرى المئوية الأولى لوصول الأمير عبدالله الأول إلى معان
العالم الان – نظمت وزارة الثقافة اليوم السبت، برعاية رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة حفل إشهار شعار مئوية تأسيس الدولة الأردنية بمناسبة الذكرى المئوية الأولى لوصول الأمير عبدالله بن الحسين إلى معان في 21 تشرين الثاني 1920.
وفي الحفل الذي أقيم في المركز الثقافي الملكي، بحضور نائب رئيس الوزراء ووزير الإدارة المحلية توفيق كريشان، اشار وزير الثقافة الدكتور باسم الطويسي ووزير الشؤون البرلمانية والتنمية السياسية المهندس موسى المعايطة في كلمتيهما، إلى قصة النضال والتضحية التي جسدها الملوك الهاشميون ومعهم الأجيال من الأردنيين لبناء النموذج الوطني الأكثر استقرارا وإلهاما في المنطقة.
كما توقفا عند حجم الإنجاز عبر عقود من البناء التراكمي تحت ظلال رايات بني هاشم؛ حملة الرسالة وقادة الأمة، فبرزت الدولة الأردنية واحدةً من أقدم الدول في المنطقة، محافظة على نهجها ورسالتها وترسيخ مشاركة الأردنيين في عملية صنع القرار.
واشتمل الحفل الذي حضره وزيرا دولة لشؤون الإعلام علي العايـد والشباب محمد النابلسي، وامين عمان الدكتور يوسف الشواربة، على عرض فيلم وثائقي قصير بعنوان “المحطة الأولى”، إنتاج وزارة الثقافة، وإشهار الشعار الذي يجسد ترابط الأردنيين والتفافهم حول قيادتهم، والإنجازات التي تحققت خلال مسيرة قرن، وتلاه تكريم الفائزة بتصميمه.
وقال الطويسي: إننا نقف اليوم في المحطة الأولى على مشارف احتفالية مئوية تأسيس الدولة الأردنية، ففي مثل هذا اليوم قبل مئة عام وصل الملك المؤسس الى مدينة معان ليبدأ لحظة تاريخية فاصلة في عمر المشرق العربي، مشروعا عربيا يتجاوز فيه ما لحق بالبلاد العربية من عاديات، حمل الأمير الهاشمي آنذاك الحلم العربي الذي ثار من أجله شريف العرب لتكون الأرض الأردنية البوصلة والهدف.
وأشار إلى أن البذور الأولى للمشروع الوطني الأردني نضجت في معان، حينما احتضن مقر الدفاع الوطني أولى الحوارات السياسية، وصاغ الأردنيون والاباء الهاشميون الاوائل أول وأنبل عقد اجتماعي في تاريخ العرب المعاصر قام على الوضوح السياسي والأخلاقي فمنحه التاريخ هذا الاستمرار والبقاء، وفي مقر الدفاع الوطني صدرت أول صحيفة أردنية مبشرة ببواكير الرؤية الثقافية الوطنية، تلك الرؤية التي ما تزال إلى اليوم تعيد إنتاج القيم الأولى التي تأسس عليها هذا الوطن ونهضته.
وبين الدكتور الطويسي أن تأسيس الدولة الأردنية قصة نضال وتضحية وبناء، سطرها الملوك الهاشميون والأردنيون جيلا فجيلا، تلك الدولة التي تقدم اليوم النموذج الاكثر استقرارا في المنطقة، والأبرز في الاستمرارية السياسية والبناء التراكمي، ومن النماذج الأكثر إلهاما لشعوب العالم الناشئة في القدرة على بناء المؤسسات وتحقيق الرفاه والازدهار.
وتوقف الدكتور الطويسي عند مسيرة البناء الوطني التي جاءت في ظروف محلية وإقليمية صعبة، واستطاع النظام السياسي بما تمتع به من شرعية تاريخية ودينية، ومن انجازات السير قدما في مسارات الازدهار.
وقال إن الدولة الأردنية سارت على مبادئ الثورة العربية الكبرى في الانتقال السلس الواثق من الاستقلال إلى إصدار الدستور في عهد الملك طلال بن عبد الله طيب الله ثراه، واستمرت المسيرة في عهد الملك الباني الحسين بن طلال طيب الله ثراه في حماية كيان الدولة وتحصينها وبناء المؤسسات والتنمية وتحديث المجتمع، لتستمر المسيرة في عهد الملك المعزز عبد الله الثاني في الازدهار والمنعة والتحديث والاعتماد الذات.
وأشار إلى أن الإعلان عن شعار احتفالية تأسيس الدولة وبهذه المناسبة، وفي هذه الظروف يؤكدُ منعة الدولة الأردنية وقدرتها على التكيف الايجابي الذي حمى كياننا الوطني على مدى عقود طويلة، ووفر له أسباب الاستقرار والنهوض، يقدم اليوم الدولة الأردنية المعاصرة بصورتها البهية، القادرة دوما على تجاوز الصعاب والتحديات والانجاز والتميز حتى في الظروف الصعبة.
وأكد أن مرور مئة عام على تأسيس الدولة يشكل فرصة للأردنيين ليتأملوا ويستلهموا كيف نشأوا مجتمعا موحدا في ظل دولة قوية مزدهرة، ومحركا يجعلهم أيضًا يتطلعون إلى المستقبل، ولما يحققه الأردن من نهوض في العقود الاولى من المئوية الثانية.
وختم الدكتور الطويسي كلمته بأن هذه المناسبة وعلى امتداد العام القادم ستكون موئلاً يمد المواطنين بروح الأردن الأصيلة والعريقة، وبتقاليد البيت الهاشمي في البذل والتفاؤل عبر التاريخ، وبالإيمان بقدرات الإنسان الأردني وبقيم الدولة الأردنية التي رسخت على مدى قرن قيم التسامح والاعتدال والوسطية والمنعة والصمود.
ورفع إلى مقام صاحب الجلالة الهاشمية بهذه المناسبة الوطنية العظيمة، التهنئة والتبريك، مؤكدا أن هذا الحمى الهاشمي يتقدم ويزدهر، وسيدشن المئوية الثانية بالمزيد من الازدهار والعزة والنهضة الجديدة.
من جهته، قال المعايطة إن المرحلة التي تأسست فيها الدولة الأردنية مرحلة بالغة التعقيد السياسي، ومليئة بالأحداث الجسام التي غيرت شكل العالم والمنطقة في أعقاب الحرب العالمية الأولى، وما أفرزته من خسارة العرب في معركة ميسلون على مشارف دمشق، والتي نتج عنها إجهاض الحكم العربي الفيصلي في سوريا الكبرى.
وقال، في ظل كل هذا التسارع الكبير في مجريات الأمور، وما تمخض عنه من فراغ سياسي شرقي الأردن، في ظل غياب حكومة مركزية جامعة، فقد استدعى كل ذلك قيام سمو الأمير عبد الله بن الحسين بخطوة تاريخية فاصلة، عندما وصل معان في مثل هذا اليوم قبل مئة عام، ليدشن بذلك مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة، ويعيد البوصلة إلى أفقها العربي الذي نادت به الثورة العربية الكبرى، وبنيت عليه أركان الدولة الأردنية فيما بعد، لتكون هذه الخطوة فاصلةً حاسمةً في البناء والاستقرار محليا وإقليميا.
وأشار إلى إن بناء الدولة الأردنية الحديثة سياسياً ووجدانيا، ورسم معالم نهجها ومستقبلها، بدأ في تلك اللحظة الحاسمة، إذ تاقت النفوس إلى قائد هاشمي من حملة رايات الثورة العربية الكبرى، التي قادها الشريف الحسين بن علي في ظل ظروف صعبة، من أجل الحرية والاستقلال والحياة الفضلى للعرب، بعد قرون من الظلم والتهميش، فتوحدت القلوب وتعاضدت السواعد حول الأمير عبد الله بن الحسين، لتكون البيعة الأولى في طريق التأسيس والبناء الصعب، وكانت المعيقات أكبر من الإمكانيات، لكنه عزم الرجال والإصرار على المنجز في ظل كل التحديات.
وقال المعايطة: إن استذكارنا اليوم لهذه المناسبة البعيدة الأثر بعد مئة عام، يدفعنا للتأمل مليا بحجم الإنجاز الذي تم عبر عقود من البناء التراكمي تحت ظلال رايات بني هاشم، حملة الرسالة وقادة الأمة، فبرزت الدولة الأردنية واحدةً من أقدم الدول في المنطقة، محافظة على نهجها ورسالتها ونهج ترسيخ مشاركة الأردنيين في عملية صنع القرار.
وأشار إلى استمرار الحياة الديمقراطية منذ أول انتخابات تشريعية عام 1929 والتي أفرزت المجلس التشريعي الأول، وما بعدها من مجالس تشريعية حتى عام 1946، وتطور العمل البرلماني والسياسي بصدور دستور المملكة عام 1952 الذي ما يزال معمولاً به حتى الآن، لافتا إلى التعديلات التي أجريت علية عام 2011 تعد استمراراً لمسيرة الحكم ومنهجه وأساسه في ترسيخ وتوسيع المشاركة الشعبية في عملية صنع القرار، وتحقيق التوازن المنشود في العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.
وأضاف، بالرغم من التحديات التي واجهت المملكة منذ التأسيس بدءا من تداعيات القضية الفلسطينية والاحتلال الصهيوني للضفة الغربية، الذي انعكست نتائجه على البلاد بشكل مباشر عام 1948، ثم 1967 وموجات الهجرات المتتالية بعد حرب الخليج 1991، وفي السنوات الأخيرة ما سمي بالربيع العربي، وتحدي الإرهاب في المنطقة، الا أن الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني حافظ على استمرارية نهج تعزيز المسيرة الديمقراطية، وتوسيع آفاق مشاركة الأردنيين في عملية صنع القرار وقيادة مؤسساتهم الوطنية.
وأكد المعايطة أن الأردن من خلال قيادته وجيشه العربي لم يتخل عن دوره العروبي، فكانت فلسطين البؤرة المركزية للسياسة الأردنية، فنبت الشهداء على أرضها كزيتونة مباركة، وتخضبت أسوار القدس وساحاتها بالدماء الزكية الطاهرة، فاستشهد على مداخل الأقصى الملك المؤسس، وتضم أروقة المسجد ضريح مفجر الثورة العربية الكبرى الشريف الحسين بن علي، وتماهى القادة العظام مع شهداء الجيش المصطفوي في أحد أهم ركائز قوة ومنعة الدولة الأردنية.
وبين أن إطلاق شعار احتفالية مرور مئة عام على تأسيس الدولة الأردنية، هو بمثابة الشعلة الأولى لهذه المناسبة الكبيرة التي نفاخر بها ومن خلال منجزها الداخلي ودورها العربي الكبير وحضورها العالم المؤثر، لننطلق باتجاه المستقبل من خلال مئويات لاحقة، يحمل مشعلها جيل بعد جيل، رافعا للقائد أسمى مشاعر الولاء والانتماء المتجدد، والمباركة والفخر بهذه المنجزات التي لا تعرف المستحيل.
يشار إلى أن شعار مئوية الدولة الأردنية الذي صممته الطالبة قسم الجرافيك في جامعة العلوم التطبيقية آية عبيد، يتوسطه في الجهة العليا التاج الملكي ليعكس دور القيادة الهاشمية ورمزيتها كعنوان للوحدة، ومن اليمين يمثل الشعاع سطوع الشمس، ورقم 100 الذي يرمز لترابط الأردنيين، وتتكون قاعدة الشعار من قوسين ذهبيين يمثلان شروق الشمس، ويعلوهما تاريخ التأسيس الأول وذكرى المئوية.
–( بترا)