إنّ الله ليزع بالسلطان ما لايزع بالقرآن- بقلم: نادر بن عماد سكاكية
العالم الان – إنّ ارتفاعَ معدلاتِ الجريمةِ المتصاعدةِ في بلادِنا العربيةِالإسلاميةِ لهو دليلٌ على اضطرابٍ في منظومةِ القيمِواختلالٍ كبيرٍ مخيفٍ يؤثرُ على استقرارِ المجتمعِ وأمنِهِ.
والمجتمعُ يكونُ محفوظًا حينَ يُطَبَقُ فيهِ شرعُ اللهِ سبحانهُوتعالى وسنةُ النّبي (صلى الله عليه وسلم) كَما قالَ النبيُّصلى الله عليه وسلم لنا: عن ابنِ عباسٍ رضي الله تعالى عنهما عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: ((يا أيّها الناس؛ إنّي قدْ تركتُ فيكمْ ما إنْ اعتصمتمْ بهِ فلنْ تضلوا أبدًا، كتابُ الله، وسنةُ نبيه)). (ورواه الحاكم)). وأيضًا كَما قالَ عمر بن الخطابِ (رضي الله عنه): (( نحنُ قومٌأعزّنا اللهُ بالإسلامِ فمهما ابتغينا العزة بغيرهِ أذلنا الله)). وخاصةً عندما يتربى الفردُ في المجتمعِ على الخوفِ من اللهِ سبحانه وتعالى، فهذا يكونُ كفيلًا لردعِ الفردِ عن القيامِ بالمعاصي، ويحفظُ للمجتمعِ أمنهُ بمواطنيهِ.
ولكن في الوقتِ نفسِهِ هنالكَ أشخاصٌ لا يوجدُ عندهم وازعٌ كافٍ من الإيمانِ يردعُهمْ عن أنْ تنتكسَ فطرتَهم أو أنْ توقفهمْ عن ارتكابِ المحظورِ.
فهذه الفئةُ من الناسِ في المجتمعِ يصلحُ فيها قول أمير المؤمنين ذو النورينِ عثمانُ بن عفّان (رضي الله عنه): (( إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن )).
وهنا بيتُ القصيدِ، فالموضوعُ يحتاجُ للشرطينِ أساسيينِلضمانِ استقرارِ المجتمعِ بعدَ توفيقِ الله عزّوجل:
الشرطُ الأولُ: وهو أنّه لابدَّ من تربيةِ الأبناءِ تربيةً إيمانيةًقائمةً على الخوفِ من الجليلِ وتطبيقِ أخلاقِ النبيِّ (صلى الله عليه وسلم)، حيثُ قالَ النبيُّ: (صلى الله عليه وسلم): (( إنّما بُعثتُ لأتمّمَ مكارمَ الأخلاقِ)).
وهنا يُطرحُ السؤالُ فكيفَ يمكنُنا تربيةُ المجتمعِ تربيةًإسلاميةً؟ علمًا أنّ الأطفالَ همْ غراسُ الحياةِ وقطوفُ الأملِوزهورُ الأمّةِ، ورعايتُهمْ واجبٌ دينيٌّ.
وحتى نجيبَ عن هذا السؤالِ لابدَّ أولًا من معرفةِ أنواعِالمُرَبينَ.
يقسّمُها الدكتور مصطفى أبو سعد إلى ثلاثةِ أقسامٍوهي:
المربيُ الاطفائيُّ: وهو الذي لا يتدخلُ إلّا في حالِ حدوثِالمشاكلِ، فهو يعالجُ المضاعفاتِ ويسكّنُ الآلامَ، لكنّه أبدًا لا يعالجُ الأسبابَ، ولا يستعدُّ بالوقايةِ من المرضِ بالتوكلِعلى اللهِ ثمَّ الأخذِ بالأسبابِ.
والمربي المروّض: وهو الذي يروّضُ ابنهُ ليكونَ مطعيًا لهُوكأنّه حيوانٌ عاقلٌ يُرَوَضُ كَما تروضُ الحيواناتُ في السيركِ. وهنا قد يسألُ سائلٌ، أوليسَ يجبُ على الأبِ أن يعلّمَ ابنهُ أن يطيعَهُ، واللهُ قد جعلَ طاعةَ الوالدينِ من طاعتِهِ سبحانهُ وتعالى؟
والجوابُ على هذا السؤالِ هنا يكمنُ في التفريقِ بينَالطّاعةِ وبينَ الترويضِ، فالطاعةُ للوالدينِ هي طاعةٌ أصلُها طاعةٌ لله تعالى بالتالي لا تكونُ إلّا فيما يرضي الله تعالى فلا طاعةٌ لمخلوقِ في معصيةِ الخالقِ كما علّمنا رسول الله(صلى الله عليه وسلم). فهي طاعةٌ تكونُ في الأمورِ كلّها ما لمْ يكنْ فيها شركٌ أو كفرٌ أو معصيةٌ أو حرجٌ.
والطاعةُ التي يوجبُها الإسلامُ هي طاعةٌ لا تُلغي عقلَالولدِ ولا تهمشُ رأيَهُ بلْ تجعلُ منُهُ شخصًا محترمًا كريمًا لهُ كرامتُهُ ورأيُهُ الذي يؤكدُ بها ذاتهُ.
أمّا الترويضُ فيكونُ المروّضُ فيهِ حريصًا على أنْ يطيعَهُولدهُ في كلِّ ما يرضاهُ هو سواءً أكانَ فيما يرضي اللهَ أمْلا.
و في الترويضِ أيضًا تكونُ الطاعةُ التي يريدُها الأبُ أنْيطيعَهُ ولدَهٌ في ما فيهِ مصلحتهُ هو سواءً أكانتْ فيه مصلحةُ ابنهِ أم لا، وهنا تكمنُ المشكلةُ، إذ يُلغي شخصيةَالطفلِ، ويفقدُهُ كينونتَهُ، أو على الأقلِّ يجعلُ حرجًا على الولدِ عندما يطيعُ أباهُ.
و تجدرُ الإشارةُ بالذكرِ أنّ الرائجَ من الكتبِ الغربيةِ في التربيةِ تنطلقُ من فلسفةِ أنّ الإنسانَ حيوانٌ ناطقٌ ينبغي ترويضُهُ.
والمربي الإيجابي هو الذي يربي ابنهُ بطريقةٍ ايجابيةٍويكونُ معهُ علاقةٌ إيجابيةٌ دونِ أنْ يهمَهُ أعراضُ السلوكِالخارجيِّ، مع حرصِهِ على قوةِ شخصيةِ طفلِهِ.
ويعدُّ المربيُّ الإيجابيُّ من أفضلِ أنواعِ المربينَ، لأنّه يعطي الطفلَ شخصيتَهُ وكيانَهُ ويجعلُ من الطفلِ شخصيةًمتّزنةً.
وحتى يكونَ المربيًّ إيجابيًا يقولُ الدكتورُ مصطفى أبو سعد لابدَّ من معرفةِ الكفاءاتِ ال10 للوالديّةِ الإيجابيةِ، والتي أوّلُها الحبُّ والعاطفةُ، وثانيها: التحكمُ في التوترِ، والتعاملُ مع الضغوطاتِ، وثالثُها : الرقيُّ في العلاقاتِوالمعاملاتِ، ورابعُها: الاعتمادُ على النفسِ والاستقلاليةُ، وخامسها: تنميةُ المهاراتِ الحياتيةِ، وسادسُها: إدارةُالسلوكِ بالتحفيزِ الإيجابيِّ، وسابعُها: الإيجابيةُ في الحياةِ، وثامنُها: عشْ وفقَ القيمةِ الدينيةِ بقوةٍ وشجّعْعليها، وتاسعُها أنْ تكنْ معلمًا، ومربيًا لتربي أولادَك، وعاشرْها: كُنْ سندًا وحاميًا.
ولابدَّ من التعلّمِ والتدربِ وتطبيقِ هذه الكفاءاتِ لتربيةِالأبناءِ تربيةً إيمانيةً صحيحةً فالأمرُ يحتاجُ وقتًا وجهدًا بعدَ الإخلاصِ والتّوكلِ على اللهِ سبحانهُ وتعالى وبالدربةِتمتلكُ القدرةِ كَما قالَ الأستاذُ ياسر بن بدر الحزيمي. هذهالتربيةُ تصلحُ الفردَ وعندما يصلحُ الفردُ ينعكسُ ذلكَ على المجتمعِ، وبذلكَ يكونُ مجتمعًا آمنًا، مطمئنًا، ومتقدمًا، وناجحًا بإذن الله.
وأرى بأنّ الأبوينَ كلاهُما مسؤولٌ عن تربيةِ أبنائِهِ، فهمْأمانةٌ ثقيلةٌ، ويحاسبونَ عليها يومَ القيامةِ، لقولِ نبينا محمد(صلى الله عليه وسلم): (( كلكمْ راعٍ وكلكمْ مسؤولٌعن رعيتِهِ، والرجلُ راعٍ على أهلِ بيتِهِ، وهو مسؤولٌعنهم)). لذلكَ على كلٍّ منهما المحافظةِ على هذه الأمانةِوالمسؤوليةِ التي منحَهُ اللهُ إيّاها، وذلك بالجلوسِ معهم والتحدثِ إليهم في نهايةِ كلِّ يومٍ، ومناقشتِهِمْ، في أمورِحياتِهم، والاستماعِ لمشاكلِهمْ ومساعدتِهمْ في حلِّها، علاوةً على مراقبةِ تصرفاتِهمْ خاصّةً في الظروفِالصعبةِ.
فنعلّمُ أبناءَنا حبَّ اللهِ عزوجل، ونزرعُ في قلوبِهِمْ كلمةَالتوحيدِ، مع تشجيعِهمْ على الإقبالِ على طاعةِ اللهِ عزوجل حبًا وخوفًا ورجاءً للهِ سبحانهُ وتعالى. كما الطائرُ لهُجناحا الخوفِ والحبِ ومحورُه الرجاء.
فبذلكَ يشعرُ الفردُ بالمتعةِ بالإقبالِ على طاعةِ اللهِ سبحانهُوتعالى، ويحاولُ قدرَ الإمكانِ ألّا يغضبَ الله عزوجل، وبذلكَ يكونُ عندَهُ استقامةٌ وصلاحٌ. وهذا هو أهمُّ أسلوبٍفي أساليبِ التربيةِ الإيمانيةِ الصالحةِ.
وكذلكَ نُحَبِبُهمْ بالنّبيّ (صلى الله عليهِ وسلم)، ونجعلُأبناءَنا يتّخذونَ النّبيّ (صلى الله عليه وسلم ) قدوةً في حياتهِمْ. فَمحبةُ الرسولِ (صلى الله عليه وسلم) ليستْترفًا ولا رفاهيةً، إنّما هي أساسٌ من أسسِ العقيدةِ، فلا تستقيمُ عقيدةُ مسلمٍ ولا تتزنُ، ولا تسلمُ إلّا بمحبةِ النبيّ( صلى الله عليه وسلم). فهو المرجعُ وهو الميزانُ الذي تقاسُ بهِ كلّ مقاييسِ العظمةِ وأقصى درجاتِ الكمالِالبشريِّ.
وعلى الرغمِ من أنّ التربيةَ الإيمانيةَ للفردِ مهمةٌ إلّا أنّسلطانَ البيئةِ كبيرٌ وللقوةِ فيهِ أثرُ ليسَ باليسيرِ. فهناكَأناسٌ لا يردعُهمْ الخوفُ من الجليلِ أو الحياءُ من التنزيلِ. هؤلاءِ لا تكفي معهمْ التربيةُ الإيمانيّةُ فقطْ، وبالتالي لابدَّأنْ ننتقلَ إلى الشرطِ الثاني وهو: قوةٌ مجتمعيةٌ تحمي وتمنعُ من الإعتداءِ على الحقوقِ، وتساعدُ على غرسِ هذه التربيةِ الإيمانيةِ. والله جلّ وعلا يقولُ في كتابِهِ العزيزِالحكيم: ((وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)). وهنا حدّثنا الحسنُ بن يحيى فقالَ، أخبرَنا عبد الرّزاق وقال، أخبرنا معمّر، عن قتادة في قولِه: “ولكم في القصاصِ حياةٌ يا أولي الألباب” قال، قد جعلَ الله في القصاصِ حياةُ، إذا ذكرَهُ الظالمُ المتعدي كفّ عن القتلِ. قالَ أبو جعفر: وتأويلُ قولِه: ” لعلّكم تتقون”، أي تتقونَالقصاصَ، فتنتَهونَ عن القتلِ، كما حدّثني بهِ يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيدٍ في قوله: ” لعلكم تتقون ” قال، لعلكَ تَتقي أن تقتلَهُ. فالعقوبةُ في الإسلامِ تقومُعلى مبدأِ حفظِ المصالحِ العامّةِ والفردية في المجتمعِ وهي تستمدُ وجودَها وشرعيتَها من خلالِ النصِّ القطعيِّ الذي يُبينُ كيفيتَها وحدودها في الحدودِ والقصاصِ ويحددُالمساحةَ التي يستطيعُ من خلالها الحاكمُ أو القاضي أن يجتهدَ في بابِ التعزيزاتِ، كما أنّ العقوبةَ في الإسلامِشخصيةٌ وذلك بمعنى أنّها لا تَطالُ إلّا مرتكبَ المخالفةِوحدهُ ولا تتعداهُ إلى غيرِه، وذلكَ تحقيقًا للعدالةِ التي على أساسِها قامَ مبدأ العقوبةِ فلا تزرُ وازرةٌ وزرَ أخرى. ( الإعدامُ عقوبةٌ رادعةٌ تحافظُ على الأمنِ المجتمعيِّ، المجد).
فهذه القوةُ تتمثلُ في السلطةِ في كلِّ بلدٍ وهذا يكونُ من خلالِ وجودِ تطبيقٍ وتناغمٍ بينَ هذه السلطاتِ الثلاثِالتشريعيةِ والتنفيذيةِ والقضائيةِ ( دراسة سلطات الردع الحقيقية الحاكمة في المجتمع، راسم المرواني، شبكة النبأ). فهذه السلطاتُ الثلاثُ تساعدُ على ردعِ الفردِ عن القيامِ بالجريمةِ، فعندما يتوافرُ القانونُ التشريعيُّ يجعلُالفردَ يشعرُ بأنَّ هنالكَ جهةٌ تشريعيةٌ تشرعُ قوانينَ تصبُّفي مصلحةِ المجتمعِ ولكن هذا القانونُ بحاجةٍ لجهةٍتنفيذيةٍ، هذه الجهةُ التي تقومُ بتطبيقِ القوانينَ بقوةٍ وبوعيٍوكذلكَ هي بحاجةٍ إلى جهةٍ قضائيةٍ نزيهةٌ تحكمُ بالعدلِبعيدًا عن المصالحِ، وبإكتمالِ هذه السلطاتِ الثلاثِ يكونُدورُ الحاكمِ قويٌ ويحمي المجتمعَ من الجرائمِ.
و لكن في الوقتِ نفسهِ نحن نحتاجُ إلى وجودِ قوةٍ شعبيةٍوقوانينَ، وأعرافٍ مطبقةٍ على أرضِ الواقعِ لها وزنُها وفعلُها، وأثرٌ لها، ليستْ فقط مجردُ شعاراتٍ ومقاماتٍصوريةٍ في المناسباتِ العامّةِ فقطْ.
وهذه القوةُ قدْ تكونُ ممثلةٌ في أهلٍ للحلِّ والعقدِ، ولجانٍشعبيّةٍ، ومؤسساتٍ في كلِّ قريةٍ لها سلطةٌ على أبناءِ القريةِ. وبغضِ النظرِ عن نوعِ هذه القوةِ.
و يشترطُ في هذه القوةِ حتى يكونَ لها تأثيرٌ حقيقيٌّ أن تكونَ صالحةً وأن تكونَ قوةً قادرةً على فرضِ كلمتِها، وردعِ، ومعاقبةِ الخارجينَ عن الدينِ، والقوانينَ الفطريةِ، والأعرافَ المجتمعيةِ. كذلكَ يشترطُ أن تلتزمَ بالعدلِ والقسطِفي الحكمِ دونَ زيغٍ أو ميلٍ امتثالًا لقولِ الله تعالى (يا أيّها الذين آمنوا كونوا قوامينَ بالقسطِ شهداءَ لله ولو على أنفسكم أو الوالدينَ والأقربين). فلا يخفتُ بخوفٍ من تهديدٍأو وعيدٍ (فالله أحقُّ أن تخشوهُ إنْ كنتمْ مؤمنين)، ولانُضيّعُ الحقوقَ تحتَ فكرةِ التستّرِ على سمعةِ القاتلِ أو فكرةِ الحلِّ بفنجانِ القهوةِ. إنّ تستُرَنا هو هتكٌ لسترِالأمنِ في المجتمعِ، وهذا الفنجانُ هو السُمُّ الذي نسقيهِللمجتمعِ كلِّهِ بهذا الفعل. فهو الذي شجعَ عمليةَ القتلِوأدى إلى ازديادِ الجرائمِ في المجتمعِ.
وحتى يكونَ لها تأثيرٌ لابدَّ من أن تتوفرَ فيها سلطةُالضميرِ، هذه السلطةُ التي تنطوي على أهميةٍ كبيرةٍ في امتناعِ الإنسانِ عن الاستهتارِ وارتكابِ الخطأِ والجريمةِفي المجتمعِ.
خلاصةُ القولِ: ما بدأنا بهِ مقالَنا في قولِ الخليفةِ الراشدِالثالثِ عُثمان بن عفّان رضي الله عنه وأرضاه: إنّ اللهَليزعُ بالسلطانِ ما لا يزعُ بالقرآنِ.
هذه المقالةُ القصيرةُ لا تعدو كونَها بذرةً أردنا بها تسليطَالضوءِ على ركنيّ الحلِّ في نظرِنا وهما تربيةً إيمانيةًإيجابيةً للأفرادِ والمجتمعِ وقوةً مجتمعيةً تحفظُ سيادةَوأمنَ المجتمعِ واستقراره.
هذهِ البذرةُ تحتاجُ من الجميعِ العمل، تحتاجُ أنْ نهيءَ لها الأرضَ الخصبةَ بالحرثِ والتنقيبِ، وتحتاجُ منّا غرسًا جيّدًا من مزارعينَ مَهَرَة، ويحتاجُ منّا سمادًا جيدًا ويحتاجُ سُقيا وعناية حتّى تكبرَ وتُثمرَ شجرًا ضخمًا قويًا صلبًا عتيًّا على الكسرِ أو الإنهيار.
نحتاجُ همّةً وتحرُكًا من المجتمعِ كلِّهِ بكافةِ مكوناتِهِ كلٌّفي موقعِهِ ومن زاويتهِ، علماءَ دينٍ ومفكرينَ ومؤرخينَوكُتّابًا وباحثينَ وهيئاتٍ ومنظماتٍ وجمعياتٍ ومدارسًاومعاهدًا وتربويينَ وجامعاتٍ وسلطاتٍ وأسرًا وبيوتًا وأولياءَأمورٍ وأفرادًا كلٌّ في موقعِهِ لنغرسَ وننمي زرعَنا.
هنا يأتي سؤالي لكَ عزيزي القارىء، ما هو موقعُكَ الذي يجبُ أن تبدأَ منهُ في هذا المشروعِ الضخمِ نبنيهِ بالقرآنِوالسلطانِ؟؟