بريطانيا تباشر التلقيح… وأميركا الجمعة
العالم الان – تبدأ بريطانيا، البلد الذي يسجل أكبر عدد وفيات في أوروبا (61014)، اليوم، حملة التطعيم بلقاح «فايزر» الأميركي، لتصبح بذلك أول دولة في العالم تستخدم هذا اللقاح، والثانية عالمياً، بعد روسيا، في الشروع في حملة تطعيم جماعي. وقال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، أمس، إن «الأولوية ستكون للأكثر ضعفاً، ولمَن تفوق أعمارهم 80 عاماً، ولطواقم دور الرعاية» والعاملين في خدمات الرعاية الصحية العامة.
في غضون ذلك، ارتفع إجمالي عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا المستجد في بريطانيا إلى 71.1 مليون حالة حتى أمس، وذلك حسب بيانات لجامعة «جونز هوبكنز» الأميركية ووكالة «بلومبرغ» للأنباء.
وفي الولايات المتحدة، تم تسجيل عدد مرتفع جداً من الإصابات اليومية بفيروس كورونا، أكثر الدول تضرراً من الوباء (282 ألف وفاة)؛ حوالي 181 ألف إصابة جديدة و1110 وفيات جراء «كوفيد – 19»، وفق تعداد جامعة «جونز هوبكنز». ومنذ أسبوعين، كان عدد الوفيات اليومية في الولايات المتحدة يتجاوز الألفين بشكل منتظم، مثل الأعداد التي كانت تسجل في ذروة الموجة الأولى في الربيع الماضي. وقد تجاوزت حصيلة الوفيات اليومية منذ خمسة أيام 2500، وهو مستوى لم يسجل أبداً من قبل.
من جانبه، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إصابة محاميه الشخصي رودي جولياني بـ«كوفيد – 19»، لينضم إلى الشخصيات المقربة من الرئيس ممن أصيبوا بالفيروس، الذين قلة منهم يضعون الكمامة.
وعمر رئيس بلدية نيويورك السابق البالغ 76 عاماً، يضعه في خانة الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الفيروس، وذكرت «نيويورك تايمز» أن جولياني نقل إلى مستشفى الأحد. وجاء تأكيد إصابة جولياني بعدما جال في أنحاء البلاد، متقدماً جهود الرئيس لقلب نتيجة فوز جون بايدن في انتخابات الرئاسة، التي لم تكلل بالنجاح.
وخلال تنقلاته كثيراً ما شُوهد جولياني من دون كمامة.
وكان في مجلس ولاية ميشيغان في لانسينغ، يوم الأربعاء، وحضر جلسة استماع استمرت أكثر من أربع ساعات من دون كمامة. والخميس ظهر في مشاهد بثتها شبكة «سي إن إن» في مدينة أتلانتا يسير في قاعة وهو يتحدث إلى عدد من الأشخاص، ولم يكن أي منهم يضع كمامة. وغرد الرئيس الأميركي المنتهية ولايته أن «رودي جولياني، أفضل رئيس بلدية في تاريخ نيويورك الذي عمل من دون كلل لفضح انتخابات هي الأكثر فساداً في تاريخ الولايات المتحدة، أصيب بـ(الفيروس الصيني)»، مكرراً العبارة التي سبق أن أثارت غضب بكين.
وقبل ساعات من إعلان ترمب، كان جولياني يُجري مقابلة مباشرة على قناة «فوكس نيوز»، ولم تظهر عليه أي علامات واضحة للمرض. وقال الفريق القانوني لترمب، في بيان، إن فحوص «كوفيد» التي أجريت لجولياني جاءت سلبية مرتين قبل جولته الأخيرة، «ولم تظهر عليه أي أعراض، ولم تأت نتيجة فحص (كوفيد – 19) إيجابية إلا بعد أكثر من 48 ساعة على عودته».
وسيلتزم الأعضاء الآخرون في الفريق القانوني بأوامر أطبائهم وإرشادات مراكز الوقاية من الأمراض بشأن العزل الذاتي والفحوص، حسب البيان. وكتب جولياني، في تغريدة، أنه «يحصل على رعاية رائعة وبخير». وأضاف: «أتعافى بسرعة وأبقى على الاطلاع على كل شيء». وجاء تشخيص جولياني بعد يوم على إجراء الرئيس الذي كثيراً ما قلل من أهمية خطورة الوباء، بل حتى سخر من الذين يضعون الكمامات والأقنعة الواقية، أول تجمع سياسي ضخم له منذ الانتخابات. وحضر التجمع حشد ضم آلاف الأنصار الذين كانت قلة منهم تضع كمامة، في جورجيا.
وعبرت الطبيبة ديبرا بيركس، منسقة خلية الأزمة حول فيروس كورونا المستجد في البيت الأبيض، عن القلق، إزاء تجاهل إجراءات وضع الكمامة في الولايات المتحدة.
وقالت، «أسمع أشخاصاً يرددون كالببغاوات بأن الكمامات لا تنفع… وبأن التجمعات الكبرى لا تتحول بؤراً لتفشي المرض». وأضافت: «إنهم على خطأ».
وأُعلنت إصابة عدد من الشخصيات المقربة من الرئيس الذي هو نفسه أصيب بالفيروس قبل أسابيع من الانتخابات. ومن تلك الشخصيات زوجته ميلانيا ونجلاه دونالد جونيور وبارون، وسكرتيرته الإعلامية وعدد من المستشارين ومدير حملته والعديد من الأعضاء الجمهوريين في الكونغرس.