“هذا أنا” مبادرة رائدة تنطلق من محافظة جرش
العالم الان – أطلقت شابات من الجمعية الأردنية للتنمية البشرية في جرش حملة توعوية هي الأولى من نوعها في الأردن تحت عنوان “هذا أنا” والتي تحمل شعار “جميل أنت فحاول أن تراك” كجزء من برنامج فضاء (العائلات في العالم الرقمي) بدعم من منظمة IREX وتمويل من حكومة كندا.
تهدف مبادرة هذا أنا للتحرر من سيطرة معايير الجمال التي فرضتها مواقع التواصل الاجتماعي وبناء وتمكين الثقة بالذات وإعادة تعديل كفة الميزان التي أصبحت تعطي الجمال وزناً أكبر من اللازم وذلك على حساب منجزات أخرى يحققها الإنسان في حياته، كما تسلط الضوء على الآثار النفسية الناتجة عن الصور المعدلة المضللة التي ينشرها المؤثرون وكذلك الآثار النفسية الناجمة عن التنمر الالكتروني
تم إطلاق المبادرة من خلال جلسة حوارية افتراضية حضرها عدد كبير من الشباب والشابات وممثلي المجتمع المحلي تحدث خلاله كل من الدكتور أشرف الصالحي، أخصائي الطب النفسي، والمشرف التربوي الأستاذ حسين الخطيب، وأخصائية التربية الإعلامية والمعلوماتية الإعلامية عنود الزعبي، والمصورة مريم البزلميط.
في مقدمة الجلسة تحدثت الشابات الاء كريشان وبلقيس بني مصطفى وفاطمة بني أحمد ونجاة عقده، عن الأسباب التي دعتهن للمضي بالفكرة حيث قلن” عندما سألنا الشباب والشابات عن مدى تأثير تعريف الجمال الجديدة التي فرضتها وسائل التواصل الاجتماعي على حياتهم فوجئنا بإجابات مثل: “جد الفلتر نساني شكلي” “بتضايق لما اطلّع بالمرآة” “بنخنق بس أشوف الناس الحلوة” “حرمت حالي من الأكل” “ما عندي ثقة بنفسي” “صارت نظرتي لحالي أقل” “بشوف حالي كلي عيوب” ”
كما وضح القائمون على المبادرة أن المشكلة قد تفاقمت بعد أن اجتاحت الفلاتر وتقنيات التعديل على الصور حياتنا ووسائل التواصل الاجتماعي، وقام بعض المؤثرون باستعمالها بشكل دائم فأصبحنا نسعى لشكل غير واقعي من خلال استخدام هذه التقنيات على صورنا قبل نشرها.
“لقد لاحظنا مدى تأثر الشباب والشابات في هذا الأمر ومحاولاتهم التشبه بالشخصيات المعروفة الفنية والرياضية من ناحية الشكل بناء على الصور التي ينشرها هؤلاء المؤثرون إلى درجة أن بعضهم فقد الثقة لمواجهة العالم بصورته الحقيقية، واختبأ وراء الشاشة والفلاتر. بل أن البعض بدأ باتباع أنظمة غذائية ورياضية صارمة ومضرة للوصول للشكل “المقبول” بحسب معايير الجمال وما يرونه على وسائل التواصل الاجتماعي وقد أودت هذه الممارسات بحياة البعض”.
“وعليه فلقد شعرنا بمسؤولية نحو مجتمعاتنا، وقررنا بدعم من منظمة IREX و تمويل من الحكومة الكندية، اطلاق هذه الحملة لتعريف الشباب على الوسائل التي يستعملها المشاهير لتعديل صورهم، وكذلك لإلقاء الضوء على الآثار الجسدية والنفسية والمجتمعية المرتبطة بمحاولة الوصول “للشكل المثالي” سواء باستخدام الفلاتر أو الحاق الأذى بالنفس”.
” نأمل في نهاية الحملة أن نعطي وزناً أكبر للقيمة الإنسانية التي هي أكثر من مجرد شكل، نحتاج دعمكم ومساعدتكم”.
تحتوي الحملة على عدة نشاطات مثل جلسات فلترها التي تهدف إلى تعريف اليافعين والشباب على التقنيات المستخدمة لتعديل الصور، جلسات رحلتي التي تهدف إلى بناء وتمكين الثقة بالذات، وكذلك منشورات وفيديوهات متعددة ستنشر على صفحة الفيسبوك الخاصة بالمبادرة “هذا أنا” وصفحة الانستغرام This is me
نبذة عن مشروع فضاء
من خلال برنامج فضاء – العائلات في العصر الرقمي – تُمكّن IREX النساء وقادة الشباب من تعزيز الحوار الشامل والإيجابي حول دور الإنترنت في مجتمعهم.
يقوم البرنامج بتدريب قيادات نسائية مع التركيز على الأمهات، من محافظات المملكة الأردنية في مجال الإنترنت الآمن ومحو الأمية الرقمية ، التربية الإعلامية ، التنمية الإيجابية الشبابية ، والدعم النفسي والاجتماعي. تعود بعد ذلك المدربات لمحافظاتهم وتدريب نساء وفتيات من مجتمعهم وتطوير مبادرات مجتمعية واعلامية حول مواضيع حساسة مثل التنمر الإلكتروني والتضليل الاعلامي والتحرش الإلكتروني.