حرب مفتوحة في الحزب الجمهوري بين دونالد ترمب وميتش ماكونيل
العالم الان – أعلن دونالد ترمب الثلاثاء حربا مفتوحة على زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل الذي يتهم الرئيس السابق بأنه مسؤول عن اقتحام مبنى الكونغرس (الكابيتول)، في انفصال مدوٍّ يشكل رمزا للانقسامات التي تمزق الجمهوريين.
وأصدر الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة الذي بقي متحفظا جدا منذ مغادرته البيت الأبيض، بيانا نادرا يتضمن انتقادات حادة، معلنا قطيعة مع هذا الوضع. وكتب الملياردير الذي يقدم نفسه على أنه أفضل ورقة لحزبه لاستعادة السيطرة على الكونغرس في 2022 أن «ميتش سياسي متجهم لا يبتسم أبداً، وإذا بقي الأعضاء الجمهوريون في مجلس الشيوخ معه فلن يفوزوا بعد الآن».
وكان ترمب عمل يدا بيد مع ماكونيل، السناتور عن ولاية كنتاكي المعروف بحنكته، لأربع سنوات، من تعيين مجلس الشيوخ لمائتي قاض محافظ بينهم ثلاثة في المحكمة العليا، إلى إصلاح نظام الضرائب الذي شكل نجاحا تشريعيا نادرا للملياردير.
وأكد قطب العقارات أن «الحزب الجمهوري لن يتمكن بعد اليوم من أن يحظى بالاحترام أو أن يكون قوياً بوجود قادة سياسيين مثل ميتش ماكونيل على رأسه». وحمله مسؤولية فقدان الأكثرية في مجلس الشيوخ، كما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
لكن مسؤولين جمهوريين آخرين يرون أن ترمب هو الذي قوض مشاركة ناخبيه في عمليتي اقتراع حاسمتين في أوائل يناير (كانون الثاني)، عندما دان لأشهر ومن دون تقديم أي دليل «التزوير الواسع» في الانتخابات الرئاسية.
وفي اليوم التالي لهذه الانتخابات لأعضاء في مجلس الشيوخ، في السادس من يناير، تجمع آلاف المتظاهرين المؤيدين لترمب في واشنطن بينما كان الكونغرس يستعد للمصادقة رسميا على فوز منافسه الديمقراطي جو بايدن.
وقال ترمب للحشد حينذاك مواصلاًة إنكار هزيمته: «لن تستعيدوا بلدكم أبدا إذا كنتم ضعفاء. يجب أن تظهروا القوة». واقتحم بعض أنصاره الكونغرس حيث كان المشترعون مجتمعين. وأدت هذه الأعمال إلى سقوط خمسة قتلى.
وقد اتهمه الديمقراطيون بالتحريض على التمرد وحوكم الأسبوع الماضي في مجلس الشيوخ بسبب هذه الوقائع في جلسات تاريخية.
وكانت أغلبية من أعضاء مجلس الشيوخ – 57 من أصل 100 – السبت تؤيد إدانته، بينهم سبعة جمهوريين وهو أمر غير مسبوق. لكن التوصل إلى حكم بإدانته يحتاج إلى تأييد ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ، أي 67 صوتا.
وفي مجلس النواب صوت عشرة جمهوريين مع الديموقراطيين مع عزله. وقد واجهوا جميعا منذ ذلك الحين ردود فعل قاسية في حزبهم، وفي بعض الأحيان داخل أسرهم، ذلك أن دونالد ترمب ما زال يتمتع بشعبية كبيرة في معسكره. فثلاثة أرباع الناخبين الجمهوريين يريدون منه الاستمرار في الاضطلاع بدور قيادي في الحزب، وفقا لاستطلاع للرأي أجرته «كوينيبياك» نُشر الاثنين.
ولم يكتفِ ترمب في بيانه بمهاجمة ماكونيل، بل وسّع نطاق هجومه ليشمل زوجة السناتور إيلين تشاو المولودة في تايوان والتي عيّنها ترمب وزيرة للنقل في منصب استمرّت فيه سنوات عهده الأربع تقريباً.
وقال الرئيس السابق في بيانه إن «ماكونيل لا يتمتّع بأي مصداقية في ما يتعلّق بالصين بسبب المصالح التجارية الكبيرة التي تمتلكها أسرته في الصين».
جدير بالذكر أن ماكونيل صوّت لمصلحة تبرئة ترمب لأنه اعتبر أن مجلس الشيوخ ليس مخولا الحكم على رئيس سابق. لكنه قال في الوقت نفسه إن ترمب مسؤول عن اقتحام الكابيتول «لأن أقوى رجل في العالم غذاهم (المقتحمين) بالأكاذيب»، مؤكدا أن «الرئيس ترمب وحده» كان بإمكانه وقف الحشد. وأضاف «بدلا من ذلك كان يشاهد التلفزيون، سعيداً أثناء الفوضى».
وقال ماكونيل إن إتاحة المجال لترمب في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2024 غير وارد، مؤكدا أنه هو الذي سيؤثر على اختيار المرشحين الجمهوريين.
وبين محو عهد ترمب أو الولاء للملياردير، يبدو الانقسام حادا داخل الحزب الجمهوري منذ السادس من يناير. وبينما يعلن عضو مجلس الشيوخ المخضرم عن قطيعة، يقدم آخرون الولاء لترمب في مقر إقامته الفخم في ولاية فلوريدا.
فقد سمح زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب كيفن مكارثي بتصويره مبتسما في صالونات مارالاغو الذهبية في نهاية يناير. وأعلن السناتور ليندسي غراهام الوفي للرئيس السابق، الأحد أنه سيزوره هذا الأسبوع. وقال لقناة «فوكس نيوز» إن ترمب ما زال «أقوى قوة» في الحزب الجمهوري. واضاف أن «حركة ترمب في حالة جيدة».