بورتريه ، عبير عيسى سندريلا الشاشة التي لا يمكن أن تكبر – أيمن الخطيب

0 360

 

العالم الان – لا تكبر المرأة بل تنضج ، تضّب الزمن كما تضب البلاد على يدَين ضروريتين ،
هذه حقيقة لا جدال فيها ابدا أو استمراء ، فما بالك حين تكون هذه المرأة ” عبير عيسى ” سندريلا الشاشة الأردنية التي شكلّت ولا تزال رقماً صعباً في تاريخ المسرح والدراما المحلية والعربية بل تكرست ايضا كأيقونة مختلفة حد الدهشة في وعي أجيال ممن كبروا على إسم وحضور
” عبير عيسى “.

من اليونان في آخر عقد السبعينات نقشت ” عبير عيسى ” أول خطوة لها في عالم التمثيل ،
خطوة واثقة نقلتها فيما بعد لتلعب دورا مركزيا في العديد من الأعمال المحلية في بطولة مسلسل  ” وعاد الحب ” و ” حارة أبو عواد ” و ” العلم نور ” ،
هذا التاريخ الوافر بالبطولات لم ينتهِ بل تمدد وتوسع لتشارك ” سندريلا الشاشة الأردنية ” في أعمال عربية مثلت فيها الأردن بجدارة وأثبتت أن الفنان الأردني لديه ما يكفيه لأن يكون بيرقاً وضاءً مميزاً ومنافساً يحظى بالتقدير والاحترام ،
لذلك شاهدناها مثلا ” اسطورة ” في مسلسل بلقيس ملكة سبأ وغيره الكثير من المسلسلات .

أكتبْ اليوم عن ” عبير عيسى ” لأنني واحد من أبناء الجيل الذي طُبعت ذاكرته الطفولية والشبابية كغيري بها ،
وعلى الرغم أنني لستُ بمكان يتيح لي النقد الفني ؛
لكنني أقول ويتفق معي الضالعين في الفن أن ما يميز ” عبير عيسى ” قدرتها الهائلة على التنقل برشاقة وخفة في كل الأدوار التي مثلتها ،
من الأعمال الكوميدية الى البدوية الى التاريخية مروراً بالدرامية وليس انتهاءً بالمسرح التي تقف عليه
” عبير عيسى ” كأنها سلطانة وآخر ما تبقى من فكرة.

واليوم وبعد مرور هذا الزمن كشريط ينكأ الذاكرة بكل ما تختزنه من حنين ،
تُعلمّنا ” عبير عيسى ” درسا ثمنه تاريخ، أن ما زال في الدرب درب وأن الرحلة لم تنتهِ بعد ،
فهي اليوم كما عرفناها منذ أربعين عاماً ممتلئة بالشغف معطاءة تمشي بثبات في مسافة هائلة بين التناقضات ،
سندريلا تنسى أن تكبر ولا يمكن لها أن تكبر.

….

خاص العالم الآن / واشنطن
٢٨ فبراير ٢٠٢١

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد