أي بلاء وابتلاء يعيشه الوطن؟.. مسوغات التعديل آثمة ومتلازمة العلاقات راسخة وقوانين الوأد حاضرة- فلحة بريزات.
العالم الان – كان على حامل حقيبة شؤون الإعلام أن يذهب الى الأجدى والشائك في علاقة الاعلام مع السلطات الثلاث، بما فيها (سلطة العرش) التي أوجدها الوزير في فلسفة غير مفهومة كسلطة رابعة، قاذفا بـ(صاحبة الجلالة) التي تعيش حالة من الارتهان الى المستوى الخامس.
هو استهلال غير مفهوم من مسؤول كان رئيسا للجنة التوجيه الوطني والإعلام في مجلس الأعيان، ولا تضيف لنا شيئا سوى مزيد من التشتيت في ظل راهن مقلق انكسرت بوصلة من يديره، وأصبح المواطن من يدفع أكلافه.
ألا يعلم الناطق الرسمي أن ما يخرج من فمه يصبح ملكاً للعامة ويلتقطه السيارة في ظل جوائح من صنع البشر تنزل بنا كل يوم؟، لم يعد ينقصنا إلا مزيد من ابتكارالتقديس، وخلق سلطات جديدة يصعب الخوض حتى في صلاحياتها أو حتى الاقتراب من أسوارها، فقوانين الوأد حاضرة وإشارتها راهنة.
كنا نأمل أن يقدم لنا رؤيته- فالمفترض أن لديه خبرة متراكمة اكتسبها إبان ترؤسه لجنة الإعلام- في حال الحريات الآخذة في الذوبان في اسيد الحكومات المتعاقبة ـ وايقاف قضم فم الرسمي والأمني لها، وتفكير استراتيجي لهندسة ملف الصحافة ومعالجة أوضاعها التي اصبحت حديث المجالس ومضربا للأمثال .
على كل حال سنحاول أن نتعامل بعقلية مستوعبة لفوضى هذه التصريحات؛ لأن انتصارها هو فشل لقدرتنا على تقدير الرأي العام، خاصة في ظل منهجية التشكيل ومسوغات التعديل الأثمة، ومتلازمة العلاقات باعتبارها المكون الرئيس لكل رئيس.
هل يعلم مهندس الإعلام الجديد، ومن قبله رئيس الحكومة وسلسلة ممتدة من الوزراء الذين يحضرون ويغادرون بلا منطق أن الوصفة السحرية للتشكيل والتعديل حضرت في أدبيات وتصريحات الآخر البعيد، وقد تصبح لاحقا مادة تدرس في الجامعات المتقدمة… هذا إذا اسقطها التاريخ من حسبة التأريخ .
الجديد ، يقول : استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور اسماعيل صبري مقلد “إن تغيير رؤساء الحكومات والوزراء في الأردن يكاد يكون هو الأسرع علي الاطلاق من بين كل الحكومات العربية، وأن هذا التغيير السريع أصبح تقليدا راسخا ومستقرا في السياسة الأردنية، ومن ظواهر الحكم التي ينفرد بها الأردن دون سائر البلدان العربية وهي جديرة بالبحث والدراسة للوقوف على الأسباب الحقيقية الدافعة اليها طيلة عقود طويلة شهدت قيام وتغييرعشرات الحكومات وعددا يفوق الحصر من الوزراء”.
أي بلاء وابتلاء يعيشه الوطن؟ أزمات تتسيد كل مكان ؛ وفي السلطات جميعها، وسط حالة من الغليان المتنامي لا أحد يتنبأ بلحظة انفجاره؛ ما يحتم على صناع القرار أن يبدلوا أدواتهم القديمة بأخرى أكثر حكمة ودراية واتزان، فحسابات الحقل لا تتساوق مع غلة البيدر.