كيف نريد المئوية الجديدة. سمر الحمود – الأردن.
العالم الان – على إيقاع مَهيب وفي مشهدية إحتفال شهدتها اليوم محافظات ومخيمات وأزقة المملكة
يدخل الأردن مئويته الثانية وفي ذاكرته شريط واسع من الأحداث والتحديات والصعاب وحتماً الإنجازات العظيمة .
وقد سطر الآباء والأجداد كل من موقعه ملاحم الصمود والعمل والبناء وتشييد الدولة الأردنية،
لكنه يدخل مئويته ايضا على أساس من الشعور الحانق الذي يعتري كل مواطن أردني بات يرزح اليوم تحت وطأة الفقر والبطالة وغياب الحريات العامة والتضييق.
لذلك ما تقتضيه مصلحة الأردن في مسيرته نحو مئوية ثانية اليوم
هو في تحديد شكل الدولة التي نريدها
وهي دولة المؤسسات وسيادة القانون
الدولة المدنية التي تتيح مبدأ انتقال السلطة وانتخاب الحكومة عبر برلمان حزبي برامجي.
دولة تجري مصالحة شاملة مع الشعب وذلك من خلال البدء فورا بعملية اصلاح سياسي واقتصادي واعادة هيكلة الجهاز الاداري وترشيقه
على أساس واضح من البرامج والخطط التنموية التي تضع مصلحة الوطن والشعب في صدارة الاولويات
وهذا يستدعي معه ايضا خلق بيئة لائقة للمواطن الاردني ومناخ سياسي وفتح آفاق الحريات العامة وصون حق التعبير عن الرأي
وإعادة الاعلام لدوره الحقيقي دون مصادرة
والاستثمار الامثل في الانسان وفي البنية التحتية التعليمية والصحية
إن المسيرة اللتي نريدها هي مسيرة النجاح والثبات
وهو أمر لا يستقيم الا من خلال التنمية المستدامة القائمة على العدالة الاجتماعية وعدم التمييز بين الاردنيين واعلاء المواطنة شعارا و ممارسة.
وفي رأب الصدع بين السلطة والشعب واعادة لغة الحوار و التفاهم واطلاق مرحلة جديدة عنوانها الدولة الأردنية المدنية…
حفظ الله الأردن وقيادته من كل شر وسوء