العالم الان – فرضت الفنانة المصرية شريهان نفسها مجدداً على الساحة الرمضانية، عبر إعلان تلفزيوني عُرض لأول مرة عقب أذان المغرب في أول أيام شهر رمضان مساء أول من أمس، حيث قدمت فيه فقرات استعراضية مميزة أظهرت خلالها احتفاظها بلياقتها الفنية والبدنية رغم سنوات عمرها الـ57 وابتعادها عن الشاشة والاستعراض سنوات طويلة، وخطفت إطلالتها أنظار المشاهدين، وسيطرت على تعليقات جمهور «السوشيال ميديا»، وتصدرت بهذه الإطلالة ترند موقع «تويتر» في مصر.
ويعد هذا الإعلان أول ظهور لشريهان بعد نحو عقدين من الغياب، تعرضت فيهما النجمة المصرية لتجربة مرضية قاسية، عانت خلالها من مرض سرطان الغدد اللعابية الذي تعافت منه بعد رحلة علاج طويلة قطعتها بين القاهرة وباريس، وشهد فيلم «العشق والدم» عام 2002 آخر ظهور لها في عمل فني.
ورغم تباين آراء الجمهور بشأن عودة شريهان، فإن قطاعاً كبيراً من الجمهور احتفى بعودتها ووصفوا ظهورها بـ«المبهج»، معتبرين ظهورها رسالة أمل لكل المحبطين، فيما رأى نقاد أنها أثارت بعودتها حنيناً كبيراً لدى جمهورها.
الإعلان الذي يستمر 4 دقائق على الشاشة، يتناول جانباً من تجربة شريهان الشخصية، وتعرضها لأزمات متعاقبة بداية من تعرضها لحادث سيارة عام 1989 بطريق الإسكندرية الصحراوي عانت على إثره من أزمات صحية صعبة.
وظهرت نجمة الفوازير في أحد مشاهد الإعلان داخل غرفة العمليات وحولها الأطباء، وجاءت كلمات الأغنية بصوت شريهان، التي كتبتها الشاعرة منة عدلي القيعي ووضع ألحانها إيهاب عبد الواحد مستهلاً مقدمتها بموسيقى «ألف ليلة وليلة» لتؤكد هذا المعنى حيث تقول فيها: «عشنا وشوفنا وياما الدنيا كسرتنا، إحنا القلب اللي طاير متشعبط في الهوا، مهما نلف في دواير زي الريشة في هوا، راجعين أقوى وطايرين وعلى مين، على الصعب متعودين ومكملين مهما الدنيا اتحدتنا».
إعلان شريهان الاستعراضي، أخرجه محمد شاكر خضير، فيما قام بتصميم الديكور شقيقه أحمد شاكر خضير، وشاركها الاستعراض راقصون من مصر ولبنان وأوروبا تحت إدارة مصمم الاستعراضات هاني أباظة.
وقالت شريهان لـ«الشرق الأوسط» عبر اتصال تليفوني: «كنت أرغب منذ تجاوز أزمتي الصحية أن أقول شكراً للجمهور، وأحتضنه كما أحتضن آلامي، كنت أريد أن أصافح الجميع الذين ساندوني في رحلة مرضي، وكانوا أحد مصادر القوة التي أعانتني في رحلة الشفاء».
كما كتبت تغريدة على «تويتر» قالت فيها: «أنا بعيش لحظة إنسانية صادقة، لحظة انحناءة شكر من قلبي وعمري لكم جميعاً دون ترتيب ولا استثناء، لحظة انتظرتها كثيراً لرد جميل في رقبتي من سبتمبر (أيلول) 2002».
وترى الناقدة المصرية ماجدة خير الله، أن ظهور شريهان تسبب في حالة من البهجة وأثار حنين الأجيال التي تابعت فترات تألقها في الفوازير وحلقات (ألف ليلة وليلة)، وعاصرت فترة مرضها، ليشاهدها الجمهور من جديد في حركات استعراضية اتسمت بالرشاقة والجمال، لتكون نموذجاً لعدم الاستسلام.
وتقول خير الله لـ«الشرق الأوسط»: «ظهور شريهان عبر الإعلان استهلال جيد لعودتها الفنية وبالونة اختبار، بدلاً من الظهور في مسلسل أو فيلم قد لا يحقق الصدى نفسه».
وتفاعل نجوم الوسط الفني مع عودة شريهان للشاشة مرة أخرى، في الشهر الذي شهد تألقها لسنوات، فكتبت المخرجة كاملة أبو ذكري على حسابها على «فيسبوك»: «شريهان… الحب كله»، وكتبت الإعلامية هالة سرحان على «فيسبوك»: «شريهان تعود لتثبت أنها لا مثيل لها… إعلان عن الإصرار والتحدي والإرادة، وقمة في الرقي والشياكة والجمال»، وكتب الإعلامي عمرو أديب: «شريهان الوحيدة التي قومتني من الإفطار، ووقفت قدام التلفزيون زي الأطفال… شريهان وبس». فيما شبهها آخرون بأنها مثل الذهب الذي لا يصدأ».
وكشف أحمد المرسي، مدير تصوير الإعلان، أن «شريهان لم يكن لها أي مطالب خاصة في التصوير الذي تم بمدينة الإنتاج الإعلامي المصرية، حيث استغرق ستة أيام»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إنها اختارت فريق العمل بنفسها، حيث عملت معها في مسرحية (كوكو شانيل) التي صورتها ولم تعرض بعد» ووصف المرسي شريهان «بأنها دؤوبة ودقيقة جداً في عملها، وقيمة كبيرة تعد جزءاً من ثقافتنا»، مؤكداً: «شعرنا جميعاً كفريق عمل بمسؤولية كبيرة، لأنها تظهر أمام الجمهور لأول مرة بعد فترة غياب طويلة ولا بد أن تبدو في أفضل حالاتها».